مشكورين علي المشاركة والمرور:-
إن من أكبر المشكلات التي يجنيها الفرد من وراء غربته هي الإقتراب السريع من الموت دون الشعور بذلك . هل تدركون هذه النقطة ؟ سأوضحها لكم بشكل جيد . عندما يعيش الإنسان بعيداً عن وطنه وبعيداً عن أهله فهو يشعر بالإشتياق الشديد للوطن وللأهل ، وطول فترة غربته يعد الأيام والليالي ويستعجلها كي تمر بسرعة حتى يعود إلى وطنه ، ويمر الوقت يوماً بعد يوم ، ويفاجئ الشخص أن عمره قد فات فقضى سنوات عديده بعيداً عن وطنه ، ثم يعود إليه - إذا عاد - وهو مسن لا يقوى على شيء . فنحن في عالم الغربة بعيداً عن الوطن ننتظر اليوم الذي نذهب فيه إلى الوطن ونستعجل الأيام ونتمنى ان تمر بسرعة ، ونحن بذلك نتمنى أن يمر عمرنا بسرعه فكلها أيام وسنوات تمر من اعمارنا وتقربنا أكثر فأكثر من الموت الذي يأتي فجأة ، ولا نعلم هل سيأتي المون ونحن مستعدون له أم لا ؟ وفي النهاية أطلب من كل إنسان ذاق مر الإبتعاد عن الوطن ، أو يفكر في الهجرة أو السفر إلى أي مكان أن يضع له مجموعة من الأهداف المحددة ويسعى إلى تحقيقها ثم يعود إلى وطنه مرة أخرى ويستمتع بمشاعر الأمن والإستقرار والحب من خلال بقائة بين أهله وأصدقائه واحبائه. وليعلم الإنسان ان احتياجات ومتطلبات الحياة لا تنتهي أبدا ، وإذا ظل الفرد لاهثاً وراء رغباته في إشباع كل إحتياجاته سيموت دون أن يدركها او يحققها بالكامل ، ولذلك فلزاماً عليه أن يرضى بما ليس منه بد ويحمد الله ويستمتع بالحياة الدنيا ويعمل للحياة الباقية .