ارسلت لي صديقه عزيزة علي نفسي برسالة تعتريها التسائولات والحيره فيما هو محسوس بالحس وما هو من ماهية اصل الشيء وصديقتي من المثقفات المهتمات بالقضايا الانسانيه والمجتمعيه ولكني لا استغرب بحثها هذه المره فهي أخصائية في مجال الاشعه التشخصيه فكان من الطبيعي ان تكون لها وقفة بل وقفات فيما يخص تسائولها عن ماهية الخلاف في الرأي بين النفس والروح
وأنا أقول الخلاف في الرأي قديم قدم العالم نفسه وهنالك الكثير من الآراء حول هذا الموضوع فالفلاسفة قديما اعتبروا كل من الروح والنفس والعقل جوهر مستقل عن الآخر وبعضهم اعتبروا أن جميعها جوهر واحد والرأيان وان اختلفا فانهما يؤديان إلي نتيجة واحده حيث أن الروح عندهم تمد النفس والعقل بأشعة أنوارها حيوية بدونها لا يبقي لها ولا للجسم وجودا أصلا.
جاء سقراط ومن بعده أفلاطون فكانوا يروا أن النفس جوهر محرك للبدن ,أرسطو اعتبر النفس كمال الجسم الطبيعي وان لا حقيقة للنفس الا الروح.
قال أبو الحسن الأشعري في مقالاته اختلف الناس في ماهية الروح والنفس والحياة والصحيح ان الروح هي الجسم وهي النفس والإنسان روح,ورأي آخرون في نفس ألحقبه ألزمنيه لأبو الحسن الأشعري ان الروح ليس أكثر من اعتدال الطبائع الأربع وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة (وهذا عزيزتي رأي ليس الا)
وهناك رأي يقول ان النفس معني غير الروح والروح غير الحياة والحياة عرض وارجعو ذلك إلي ان الإنسان في حال نومه مسلوب النفس والروح دون الحياه واستشهدوا في ذلك قوله عز وجل (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) في ان اخر رأي اخرون ان النفس هي النسيم الداخل والخارج بالتنفس وان الروح عرض غير النفس وان النفس طبيعة ناريه والروح نوريه روحانية والروح لاهوتيه اما النفس ناسوتيه وان الخلق بها ابتلي .
فريق آخر من أهل الاثر يقولون ان الروح غير النفس والنفس غير الروح وان قوام النفس بالروح والنفس صورة العبد والهوى والشهوه والبلاء معجون منها ولا عدو اعدي لابن ادم من نفسه فالنفس لا تريد الا الدنيا ولا تحب الا اياها والروح تدعو للاخره وتؤثرها.
للكثرين عزيزتي اراء حول هذا وذاك فمنهم من يفصل ومنهم من يوحد لكن علماء الغرب لهم رأي في ذلك فهم لا يفرقون بين النفس والروح والعقل فهي عندهم مجموع قوى الاراده والفكر والوجدان .
اما الهنود النفس والروح ماهي الا قطرات من قبس الاهي في كل انسان تزداد اشتعالا كلما اقترب المرء من خالقه, وعند اخرون من نفس الجماعه النفس هي اساس الحياه الماديه والعضويه ليس لها وجود ذاتي وتنتهي بانتهاء الحياه وهذه تسمي بالماديه المحضى.
انا اري صديقتي بعد هذا السرد ان الخلط بين النفس والروح شائع لعدم تصور هذين الكائنين ومعرفة علاقة كل منهما بالاخر مع ان القرأن الكريم فصل بينهما فصلا حاسما واكد ذلك في كثير من سوره واياته مما لا يجوز معه الخلط بين النفس والروح وان نعتبرهما واحد ففي الايه الكريمه ( تعلم مافي نفسي ولا اعلم مافي نفسك) علي لسان المسيح طبعا وقوله (والذي نفسي بيده ) (والنفس وما سواها) ويحذركم الله نفسه اري ان النفس هي ألذات ولو كانت النفس هي الروح فليس من المعقول ان يقول (وقتل النفس ) فالنفس هنا ليست الروح فالنفس سواه والروح نفخ تأملي إلي ان نلتقي.
**************