منتديات البنبوناب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وقفات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
amira
عضو نشيط
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 27/03/2009
عدد الرسائل : 138
العمر : 2023

وقفات Empty
مُساهمةموضوع: وقفات   وقفات I_icon_minitime2009-04-01, 11:45

كان لابد من وقفه تجاه الحياة بفواصلها الموجعة، فإذا ما أخذناها بالتفصيل العقدي نجدها مجرد أحداث مكتوبة على جبيننا لابد أن نعيشها كما هي، ومحطات لا بد علينا من المرور بها، كما أنها مشاعر علينا مواجهتها ودموع لابد من سفكها وأيضاً مواجع لابد من تحملها، انه القدر، ألا.. (لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)

إذن الأمور في الحياة مقسمه في ميزان مسطور لا يمكن للإنسان معاندتها أو تغيرها وان استطاع برمجة أفكاره بالقوة فهو لن يساير أحداث الحياة وان نجح في التحكم بانفعالاته تجاه مفاجآتها وعمل على عزل مشاعر الألم والخسارة فان الحياة تفقد قيمتها ورونقها وتشويقها فلا شيء بدون متعة الإحساس والشعور وان كان حنقاً أو قهراً.. فالحياة بدون انفعالات الحزن.. الفرح.. الترقب.. الدهشة.. الخوف وأيضا.. السعادة مجرد بلاده وموت للحياة وللمشاعر معاً.

تمر بنا أحداث ومواقف في الحياة تمزق توافقنا النسبي وتدمر استقرارنا الروحي وتوقعنا في الدوامة المتخبطة المجنونة تسلبنا الوعي بالأحداث وترابطها لذلك نقول هي تختلف أو تزداد وتيرتها بقدرة أصحابها على التحمل وينبغي أن نعي ذلك جيداً كي نستمر ولا يعترينا الخوف فالخوف كائن غامض يغشى الأرواح بتوهمات مفرغة يصدقها المرء فتسكنه بشراسة وتتقشر أشباحها المجسدة حوله تفرض سيطرتها عليه بحيث لا مهرب منها كالعنكبوت وشبكتها وخيوطها كالحمى بحرارتها وهذيانها وتخريفها.. هكذا الخوف عدو غامض يباغتنا لحظة امتطينا جواد الوهم فهو يسكن القلوب المفجوعة الخاوية من ذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) كذلك النفوس المنكسرة التي فقدت أمنها وفقدت ثقتها في نفسها وقدراتها التي خدعها انطوائها، هكذا هي الوحدة تلغي الروح في بئر عميقة من الظنون والتهيؤات والأوجاع.. وفجأة بانهزامية يتحول تصرف بسيط من الآخرين إلي قضية وتنقلب كلمة نمطية يختزلها الصراع اليومي في الحياة إلى أزمة كبيرة تجر وراءها إلى ما لا يحمد عقباه لذا علينا كي لا نقع فريسة هذا التدرج من ضيق بالحياة إلي مرحلة خوف ينتج عنه عزل ووحدة واغتراب عن الآخرين وعن النفس وعن الحياة وما فيها.. علينا أن نستشعر الله في كل ضيق علينا أن نذكره على الدوام أن نحله في دواخلنا كي تحيطنا عنايته الإلهية حتى نصل بالاستشعار حد الإيمان، والإيمان بالله لا يعني الصلاة والصيام والخوف من الله وطاعته وأداء فروضه فحسب بل مع ذلك هو امتلاك قدرة عجيبة سحرية أخّاذة اسمها الإيمان بالله بوجوده التام فينا بوجود رحمته ومعجزاته ونصره لنا ومساعدته وتغيره الحال للأفضل (ومن يتوكل علي الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره) بأذنه تعالي.

ولنعلم أن العقل الإنساني استطاع أن يكتشف الذرة ويحلل القضايا ويصنع القوانين ويشرح الخفايا وأصبح لكل داء دواء إلا انه يقف حائراً أمام النفس البشرية التي ظلت غابة بكراً تزداد تمنعاً وغموضاً وكلما أحس الإنسان بأنه اقترب منها لم يستطع أن يكتشف طلاسمها ولا فك لغزها فهي كل يوم في شأن. وما يؤلم الإنسان أنه لم يجد أكسير لمداواة الأرواح المجروحة التي يعتبر جبرها أصعب ملايين المرات من كسرها لذلك فهو بإحباطه لا يستطيع أن يساير الأوضاع بتجدد ولا يستطيع تحويل النفوس المنكسرة إلي أخرى طبيعية بتجرد إنما نقول بإمكانه التعديل دوما حتى وصولا إلي الأفضل لان النفس المنكسرة تئن وتتوجع تذروها رياح الإحباط فتحبط كل مساعيها فلا تدرك ما حولها مثلما العين المجردة لا تري ملايين الذرات المتطايرة في الهواء التي لا تكشفها سوى الأشعة الدقيقة ومثلما لا يستطيع العقل تفسير معرفة ساحر أو مشعوذ غريب في بلد غريب لاسم والدته أو يكشف له عن أمر شخصي لا يمكن التكهن به مثلما تستطع النفس خداع صاحبها وتمويهه فيمرض ولا يدري سبب الداء مثلما تتكلم عن أمر تجده يحدث أو تفكر به أو تسمع شيئا بحدوثه فكل هذه الأمور تدعونا إلي الإيمان بأننا نسير حول قدر مكتوب فلا نستسلم للضيق والاكتئاب والقلق فالقلق دوما يساهم في حزب الخط العاثر وإصدار الأحكام الخاطئة التي تعود إلي مزيد من ارتكاب الأخطاء والمشاكل.

إذن لابد من وسيلة لامتصاص كمية القلق والتوتر في دواخلنا لابد من وسيله لتفريغ المخاوف المجهولة التي تسكننا ولا وسيلة سوى الاستغفار لله وتفريغ كل شحنات القلق بالتسبيح فيه في ذاته ولذاته بقلب صادق ولنفهم أننا كائنات روحيه نمر بتجارب إنسانية ولسنا كائنات بشرية نمر بتجارب روحية فالبون شاسع وصدقاً لو عرف الإنسان معظم الأشياء عن نفسه وعن الكون وعظمته لما ضل عن الإله ولما تساءل حتى اليوم عن مكمن وجود الروح فيه وتناسى أن لا تسألوا عن أشياء أن تبدوا لكم تسوءكم وكانت الإجابة واضحة (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ومَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إلاَّ قَلِيلاً) هذه هي الحياة التي نعيشها إنسانية محضة بل علينا أن لا ننسى خلالها مكنوناتنا الروحية السماوية.

الشيء الجميل رغم هذا وذاك أن لا نندم على الحياة التي عايشناها لأنها لاشك نحتت في دواخلنا مشاعر وأحاسيس جعلتنا نرضى بواقعنا ونتقبل قدرها ونتفهم شيئا من فلسفتها فيبقى من الوهم التشبث بحلم أو طموح أو أمنية فلكل إنسان مواطن عطاء أخرى ربما لو جربها قد يجد شقفه فيها ويستعيد بهجته وحماسه وتجدده من خلالها فإطلاق النفس للتعاطي مع الأمور تساعده علي حل معادلة وجوده وفهمه لدوران الحياة .

الحياة رحبة وواسعة ومتعددة الجوانب وان أغلق باب فيها تفتحت أبواب مشرقه أخرى تملك منح الإجابات وتتيح تقبل النفس لعطائها إذا ما أخذناها بوعي وإذا ما عرفناها بحق ولن تكون لنا هذه السعة إلا بامتلاكنا للعطاءات القرآنية هي متصالحة ومتسقة مع الزمان والمكان والإنسان في تجدد دائم من خلال أصول ثابتة وفقه متجدد فيجب الأخذ بها لغايات إبداعية في الحياة.. أخيراً نقول إذا ما أردنا أن نرقد بسلام في هذه الفانية علينا أن ندع الله في دواخلنا ولا ننسى أن الفوت والانقطاع عن ذكر الله اشد من الموت لأنه انقطاع عن الحق والموت انقطاع عن الخلق ليس إلا ولنغتنم خمس قبل خمس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كيارى
المشرف العام
المشرف العام
كيارى


تاريخ التسجيل : 09/03/2009
عدد الرسائل : 476
العمر : 44
الموقع : UK

وقفات Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات   وقفات I_icon_minitime2009-04-01, 12:35

اعدك بقراءته بالتفصيل وابداء الرأى فيه
وجزاك الله خيرا على المجهود الرائع
وماشاء الله بداية قوية جدا فى المنتدىوقفات Thumbsup
نرجوا ان تدوم ونستفيد من مواضيعك
وقفات Tyu02hf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://albnbonab.hooxs.com/
Mustafa
مشرف منتدي المكتبات والبحوث العلمية
مشرف منتدي المكتبات والبحوث العلمية
Mustafa


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
عدد الرسائل : 789
العمر : 54

وقفات Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات   وقفات I_icon_minitime2009-04-01, 15:36

الدكتوره اميره

موضوعك جميل بل ايماني بقوه علينا تدبره واليك :وقفات ومقتطفات من الحياة


أربعة في واحد :

« سبحان من وازن بخلقه أربعة سوائل مختلفة في رأس الإنسان وفي وقت واحد ؛ مالح في عينيه يمنعها من اليبس ، وعذب في فمه يسوغ به الطعام والشراب ، ولزج في أنفه ليكفَّ الغبار ، ومرٌّ في أذنيه ليحميه من الحشرات » .
حامل الحقيقة :
« كن حامل حقيقة لا تهاب الآخرين ، فحامل الحقيقة لا يخشى إلا الله ، وكن حراً في أفكارك وتوجيهاتك ، واعمل بما تقول ، ولا تكن عبداً إلا لخالقك » .
طاقة متحركة :
« قد تمل النفس الجمود ، وقد تمل شيئاً اعتادت عليه ، فلا تجعل عبادتك لله جامدة ، ولا تجعلها شيئاً روتينياً اعتدت على فعله ، بل اجعلها طاقة روحية جبارة متحركة ، تستمد منها الأمل والصبر ، يقول تعالى : ** فاعبده واصطبر لعبادته } » .
لا تظن نفسك عالماً :
« من ظن أنه نال العلم ، وهو قد نال طرفاً منه فهو أجله الجاهلين . فلا تحسب للعلم وقتاً ، واعمل حياتك متعلماً ولو كنت عالماً ، فإذا خِلْتَ بنفسك العلم فقد جهلت » .
الهمة العالية :
« ابتغ الهمة العالية التي تدفعك إلى العمل بمقتضاها فإذا استثقلت العمل ، فترت همتك » .
لحظات من السرور :
يقول ابن تيمية رحمه الله : « إنها تمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا العيش ، إنهم لفي عيش طيب » .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tyara
المدير العام
المدير العام
tyara


تاريخ التسجيل : 09/03/2009
عدد الرسائل : 1303
العمر : 54
الموقع : المملكة المتحدة

وقفات Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات   وقفات I_icon_minitime2009-04-02, 05:38

وقفات C9566f9a2f
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://albnbonab.hooxs.com/index.htm?sid=ec68ac8c7f2dccf4d707741
 
وقفات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البنبوناب :: منتديات البنبوناب الادبية :: منتدي الشعر والخواطر-
انتقل الى: