المظالم تؤجل النظر في قضية طفلي نجران ضد وزارة الصحة اعتاد المرء محبة الأمكنة التي رسم على جنباتها ذكرياته، وكان لمعالمها نقش في روحه، فما بالك حين يكون الارتباط بأمّ، وأب، بأحضان الرعاية والعطف، والمحبة؟.
قضية طفلي نجران اللذين تمّ تبديلهما خير مثال على ذلك الارتباط، وتلك العلاقة التي لا تفصل فيها الأوراق الرسمية، ومرافعات المحاكم.
القضية مؤجلة
إذ أجلت الدائرة الرابعة في ديوان المظالم بمنطقة الرياض أمس النظر في قضية طفلي نجران بناء على طلب ممثل وزارة الصحة ، المقدمة من عائلة سعودية ضد وزارة الصحة وذلك بناء على طلب ممثل الوزارة لاستكمال بعض المستندات المتعلقة بأبعاد القضية.
وفيها أنه تم تبديل طفل العائلة السعودية "يعقوب" مع طفل العائلة التركية " علي" في مستشفى الملك خالد بنجران قبل نحو 6 أعوام حين اكتشف الأمر بعد أن عاش كل منهما أربع سنوات في أحضان أسرته المغايرة .
مأساة الفراقوأوضح الأب السعودي محمد سالم آل منجم أنّ الأسرتين تعيشان وضعا مأساويا بسبب عدم تأقلم الطفلين مع أبويهما الحقيقيين مشيراً إلى أن الطفل التركي "علي" الذي عاش معه وأسرته خلال الست السنوات الماضية سافر مع أسرته التركية إلى تركيا وابنه السعودي "يعقوب" يجلس مع أسرته في نجران حيث أحدث هذا الأمر متاعب نفسية للطفلين وللأسرتين بسبب اتساع الفجوة في عملية التعايش الأسري والنفسي والمجتمعي،حيث يجري كل طفل منهما اتصالا يوميا مع الأم المفترضة التي ترعرع في أحضانها على مدى السنوات الست الماضية ، ولا يستطيعان الصبر حتى ليوم واحد دون إجراء اتصال.وقال إن هذا الأمر أصبح بمثابة وجبة العشاء اليومية والتهيئة النفسية قبل النوم.مشيرا إلى أنّ الطفل التركي "علي" ما يزال يمتلك جواز السفر السعودي كهوية رسمية والطفل السعودي "يعقوب" يمتلك الجواز التركي ويسافران بهما بين المملكة وتركيا حتى هذه اللحظة .وقال إن ابنه "يعقوب " سيلتحق بالصف الأول الابتدائي في إحدى المدارس الأهلية بنجران السبت المقبل وأبلغه منسوبو المدرسة أنهم سيتعاملون مع ابنه كحالة خاصة من خلال تكثيف البرامج والتدريبات اللغوية المتنوعة.
وأكد جاوجا عدم تقبل طفليه الآخرين أحمد (تسع سنوات) وإيلين (عشر سنوات) لضيفهم الجديد "علي" بعد أن مكثا سنوات مع أخيهم من الرضاعة السعودي "يعقوب" وقال:"إنهما يلحّان في السؤال عن يعقوب ويكرران متى سنعود لمشاهدته وهذا ما يجعلني أفكر في قطع إجازتي السنوية والعودة للمملكة سريعا بالعائلة رغم أنني ألحقت أطفالي الثلاثة بمدرسة تركية في مدينة أنطاكية وعند عودتنا ربما ألحقهم بمدرسة خاصة بالرياض أو نجران". وعن مدى إتقان ابنه "علي" للغة التركية بعد سنوات عدة من التأهيل قال :" إننا في العام الماضي ألحقناه بإحدى مدارس رياض الأطفال في تركيا حيث بدأ يتحدث التركية ولكن بالكلمات البسيطة مثل بابا – ماما – إضافة إلى أسماء بعض المأكولات والمشروبات" .
لتبقى معاناة الأسرتين، وقبلهما طفلاهما مستمرة دون ذنب سوى أنهما جاءا إلى عالمنا لتكون الهفوة الأصعب والأمرّ في انتظارهما. ( المصدر : جريدة الوطن السعودية )