RuStOm عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/04/2009 عدد الرسائل : 108 العمر : 36 الموقع : المملكه العربيه السعوديه
| موضوع: معاناة (3) ملايين يتيم بالسودان 2009-04-27, 17:07 | |
|
واقع مؤلم ومأساوي يعاني منه اكثر من «3» ملايين طفل يتم سوداني بعد توقف الكفالات الخارجية لهم، والتي كان يأتي معظمها من دول الخليج.. من يصدق ان من بين «000.005.3» يتيم بالسودان لا يتعدى عدد الايتام المكفولين سوى «000.053» طفل، والبقية تتقاذفهم الريح ومعاناة الحياة.. كيف ننتشل الاطفال الايتام من واقعهم البائس الذي يطبق عليهم مع امهاتهم اللائي يكابدن ويعانين لتوفير لقمة العيش الكريم ولاطفالهن الايتام الذين فقدوا آباءهم؟ وهذه دعوة للكفالة الوطنية لايتام السودان. معاناة الايتام أيتام بلا كفالات، تعاني امهاتهم معاناة قاسية ومؤلمة لتوفير لقمة العيش الكريم لهم بشق الانفس.. زرت عدداً من هؤلاء الايتام داخل منازلهم بالثورات وهالني حجم المعاناة التي تحاصرهم في كل متطلباتهم الحياتية الاساسية: (المعيشة والعلاج والتعليم).. يعيشون داخل منازل اشبه بالاكواخ، وبعضهم يتكوم داخل راكوبة!!.. معظمهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم، مكونة من «الخبز الناشف» بماء البصل والملح، واحياناً بماء الملح فقط!!.. يذهبون الي مدارسهم بلا «حق الفطور»، ويخرجون صباحاً بدون تناول شاي اللبن فاللبن، كما قالت لي احدى امهات الايتام، «ترف» لا يدخل منازلهم!!.. عكست واقع ايتام الثورات، بالقلم والكاميرا، عبر صفحات (الرأي العام)، مناشداً أهل الخير والانسانية كفالة ما تيسر.. ولم يخب الظن بأهل الخير، فقد انهالت علينا المكالمات الهاتفية متجاوبة مع قضية ايتام الثورات، وكانت هناك مكالمات من خارج السودان، وتكفل كثير منهم بكفالة عدد لا بأس به بواقع «06» ألف جنيه شهرياً وبعضهم قدم اعانات عينية عاجلة: غذاءات، وملابس دقيقاً وخرافاً اذ تصادف نشر التحقيق الصحفي قبيل عيد الاضحى المبارك مباشرة.
التفاعل الفوري والعملي مع ايتام الثورات، اثبت ان المجتمع السوداني لدية الرغبة الصادقة «الفطرية» لمساعدة الايتام، متى ما وقف على معاناتهم من خلال اجهزة الاعلام، بحكم انها جهة حيادية، كما اثبت فتور التفاعل مع التقارير والنشرات التي تصدر من الدوائر الرسمية المختصة بقضايا هذه الشريحة، لذلك ينبغي تحريض الاجهزة الاعلامية لعكس واقع الايتام في السودان، وابراز معاناتهم ميدانيا للمجتمع.
الكفالات الخارجية «5.3» ملايين يتيم في السودان المكفول منهم لاتتجاوز نسبتهم «01%» فقط، أي «000.053» يتيم فقط!! وللأسف فان غالبية هذه الكفالات «كفالات خارجية»، كانت تأتي من دول الخليج عبر بعض المنظمات، لكنها توقفت حالياً بنسبة «09%»، بسبب حرب الخليج، واحداث سبتمبر، والمتغيرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت بالدول التي كانت تأتي منها الكفالات، بجانب تدفق البترول السوداني، والذي اوصى للكفلاء الخارجين، بمقدرة السودانيين على كفالة ايتامهم.
حقيقة يجب التعامل معها بجدية ومسؤولية، وهي ان الكفالات الخارجية تقلصت كثيراً، وفي طريقها للتوقف نهائياً، وعلينا الاعتماد على الكفالات الداخلية (الوطنية) وهذا لن يحدث سوى بتحريض المجتمع السوداني المهيأ فطريا لاعمال الخير والانسانية، لكنه يحتاج لتنويرة بكل تفاصيل ومعطيات وابعاد قضية الايتام دون مواراة، أو حياء وبشفافية تامة ذلك ان كفالة «3» ملايين طفل يتيم فوق طاقة وزارة الرعاية الاجتماعية أو ديوان الزكاة بل تعجز عن توفيرها الحكومة نفسها، اتحادية كانت أم ولائية.. فلا بد ان تتضافر جهود الجميع من أجل انتشال الايتام من واقعهم (البائس) الذي يرزحون تحته الآن.
البعد الاخطر يقول د. عادل عربي في ورقته: (المنظمات الطوعية ودورها في كفالة الايتام) والتي قدمها من خلال ورشة شبكة المنظمات العاملة في مجال الايتام: (لا بد من الاستعداد المبكر للمنظمات الطوعية لبدء الكفالات الوطنية واكتفاء يتامى السودان من داخل السودان، (كفالة داخلية)، وهذا ليس بالشئ الصعب، أو المستحيل وتكتسب ادارة اقسام الايتام بالمنظمات البعد (الاهم) و(الاخطر)، ذلك لحساسية وضع اليتيم، ولتحذير القرآن الكريم والسنة من التهاون في أموال اليتامى، ولهذا اصبح من الضروري ان تضع ادارة أي منظمة خيرية، هذا الأمر نصب عينيها وتعطية الأهمية القصوى التي يستحقها.. ان المراجعة المالية لحسابات اليتامى تمنح القوة والإرادة لإستمرار مشروع (كفالة اليتيم)، وتمكن من ضبط الصرف الإداري للمشروع.. ومبادئ المحاسبة والنقد والتقييم تعمل على اعطاء اليتيم حقه كاملاً غير منقوص.. ولا بد من الحرص والتذكير بالوعيد الشديد للمتعاملين في اموال اليتامى ظلماً وجوراً وبهتاناً مع الاجر الوفير لمن حرص على اعطاء اليتيم حقه كاملاً غير منقوص.
ولا شك ان ما تقدمه بعض الجهات للايتام كديوان الزكاة، والرعاية الاجتماعية، وبعض المنظمات الوطنية والخيرين عمل كبير ومقدر، لكنه يحتاج لمشاركة كافة شرائح المجتمع ومنظماته المدنية.. فعدد الايتام كبير.. كبير، ومعاناتهم متواصلة وممتدة، نخشى عليهم من الضياع وامتهان التشرد لو لم يهتم المجتمع بهم.. وهذه دعوة صادقة للكفالة الوطنية للايتام حتى لا يذهب يتيم الى مدرسته «إذا ذهب» بدون شاي الصباح و«حق الفطور».. وحتى يجد كل يتيم العلاج الشافي اذا مرض.. واللقمة الكريمة اذا جاع.. والغطاء المناسب في هذا البرد.. وللعلم هناك آلاف الايتام ينامون في داخل (رواكيب) في هذا البرد، بدون غطاء!!
ولكن اين ديوان الزكاة من واقع الايتام في السودان؟.. مصدر بديوان الزكاة الاتحادي اوضح ان الديوان يبذل مجهودات كبيرة لكفالة الايتام، حيث بلغ المكون المحلي «000.056» جنيه والمكون الولائى «000.050.3» جنيه، وبلغت جملة مشروعات الايتام المقدمة من الديوان المركزي للولايات «486.1» مشروعاً. [/center] | |
|