تاريخ التسجيل : 27/03/2009 عدد الرسائل : 138 العمر : 2023
موضوع: قصة قصيرة : 2009-04-01, 11:36
في محاولاته الدئوبة للبحث عن ذاته كان يجهل كل المداخل المؤدية لعمقه الدفين الذي يبحث عنه وكان لا يرضى إلا بإكتشاف هذه الذات ومحاولة إيصاله لبر الأمان , محياه دائم قلق عيناه تدوران بلهفة وتشوق لفافته مرتبكة كثير الحركة ولكن بتأني الجميع يأملون أن ينهلوا السعادة عند بابه وتصوروا انه لا ينضب يمنح من وقت لآخر ويتوقف بغرض التذود من معين آخر يجهله تماما فلا يجد فيتذود بمواصلة المنح وتحذين الأمل لغد يكون أروع
طال بحثه وبقي أن يعرف عماذا يبحث وعاد إلا الوراء زمناً كان فيه القاضي والجلاد زمناً للجمال حيث كان كل شيء منكه بنكهة ذات جمال يستطعم كل شيء حتى الشجار ما باله الآن لا تحركه كل أدوات الجمال . إنطفئت لوحاته وبهتت موسيقاه .
يرتشف فنجان قهوته لا يهمه طعم السكر فيه فالفوارق تكاد تتلاشى عنده ... جلست أمامه في طاولة وبدت كأنها في انتظار المستحيل كانت نظراتها للعدم إضطر معها النادل للتلويح بكتيب الطلبات وللوهلة الأولى أحس برغبته في فنجان آخر من القهوة وبادر بطلبه للنادل اخرج لفافته وتساءل (( ما الشيء المشترك بيننا ؟؟؟)) وقف وتحرك تجاه النظرات العدمية ووقف مقابلها وبادرها بنفس السؤال قائلا ما الشيء المشترك بيننا ؟ نظرت إليه وكأنها تسأله بعينيها ثم قالت لم يتبادر إلى ذهني كونك مجنون فقال لها : وهو يهم بالجلوس إذن هو سؤال يحمل في طياته المنطق وينفي عن صاحبه صفة الجنون عادت في كرسيها إلى الوراء وقالت في تراخ ظاهر ودونما اكتراث (..... ربما ) وهنا داهمها بالسؤال الأصعب (هل تعرفين عماذا تبحثين ؟ عادت عينيها من مكان بعيد ونظرت إليه وبتوسل قالت تعني انك تعرف عم تبحث .
أخذ فنجانه بين يديه وأعتدل وارتشف القهوة ونظر إليها (عرفت الحصيلة الإجمالية للتجربة الإنسانية من منابعها قرأت ألأديان .... حاورت الفلاسفة .... سبحت مع الروائيين ... داهمت الساسة في عقر دارهم ... صبحت المشردين ..... مارست الحياة .... نعم مارستها وكانت لي مهنة هى الحياة فكانت المعرفة ثم المعرفة لمست نورها مرة واصطليت بنارها مرات .... فخلقت مني هذا الكائن .
كانت عينيها قد استقرتا للمرة الأولى من زمن بعيد وكانت تحرك شفتيها كمن يحفظ كلاماً ... لم يسكت ولم يكن يقوى على ذلك لكنها قالت ( خذائني مملؤه ... والمعرفة دربي .. وكنت أعتقد بأني المس نورها وتكشف لي بأن نورها هو مرادف نارها ... ولم تمسني نارها بعد ... فعرفت بأني بعيدة عن نورها ... وأني أعني الحياد البليد ..دون نور ... ألتمس ما حولي فلا أجد إلا البرد والخواء ... وأعود لدواخلي وخذائني فأجدها موصدة دوني ولا سبيل لمعرفة تكويناتها الرئيسة .
دفع الحساب ... وقاد ... سيارته عائداٌ ... وكان يدندن مع جهاز التسجيل ويتمعن كلماته .
وفي اليوم التالي حضر وكأنه قد ضرب موعدا مسبقا ... جلس ينتظرها ورفض أن يطلب بحجة الانتظار ... جاءت وكانت خطواتها أكثر جرأة ونظراتها تكاد تكون مستقرة وتوجهت إلى طاولته وجلست .... ودار حديث مبهم في كثير من الأحيان لكن لم يكن للوقت قيمة فعلية أثناءه ..
تكررت اللقاءات وبات هو يستطعم الأشياء ويتذوقها ووجدت هى قيمة معرفتها التراكمية ... فكانت لحظة الميلاد لكليهما ..
وقرر أن ينفذ بخياله فمد يده وتناول كفها دونما حديث ووجدت يدها هناك فتركتها ومرت برهة تلاهثت خلالها الأنفاس ...
نزل على يدها بقبلة حملها كل مكنوناته .... تلقتها بلهفة المتوقع المنتظر ثم قامت من مكانها ولأول مرة دفعت هى الحساب للنادل وخرجت وبقى هو...
بقلم د/ أميرة عبدالرحمن
tyara المدير العام
تاريخ التسجيل : 09/03/2009 عدد الرسائل : 1303 العمر : 54 الموقع : المملكة المتحدة
موضوع: رد: قصة قصيرة : 2009-04-02, 02:35
السلام عليكم ورحمة الله ... بارك الله فيك اختي اميرة عبد الرحمن... فعلا موضوع جميل ...موفقة ان شاء الله و ماتحرمنا من قلمك ولك احترامى
أبوالجاز عضو مجتهد
تاريخ التسجيل : 03/04/2009 عدد الرسائل : 73 العمر : 54
موضوع: رد 2009-04-25, 16:26
ياسلام يادكتورة ,,, قصة رائعة ,,, يعطيك العافية ,,
أبوالجاز عضو مجتهد
تاريخ التسجيل : 03/04/2009 عدد الرسائل : 73 العمر : 54
موضوع: رد 2009-04-25, 16:26
ياسلام يادكتورة ,,, قصة رائعة ,,, يعطيك العافية ,,
ام سلمى مشرفة منتدي الاسرة والمجتمع
تاريخ التسجيل : 09/03/2009 عدد الرسائل : 152 العمر : 41 الموقع : ارض الله الواسعه