العنقريب تراث سوداني عتيق وبكل أسف أصبح في حافة النسيان .. وما أجمل النوم في العنقريب الهبابييي تحت ضل الضحوية( والواطة) السفاية (المرشرشة) بموية ساقطة والهمبريب .
العنقريب الهبابى هو عنقريب مصنع من( عيدان) الاشجار بشكلها من غير تدخل المخارط الحديثه وتسمى عيدانه الطوليه مِرق والاعواد العرضيه تسمي و ساده وينسج من الحبال ويكون مقسوما الى قسمين الاول يسمى البحر ويمثل ثلاث ارباع مساحه النسيج والكراب ويمثل الربع الاخير ووظيفته لشد النسيج عندما يرتخى ومن ميزات الهبابى ان نسيجه افراق ( اي بين كل حبل وحبل توجد مساحة ) ليساعد على د.خول الهواء من تحت للشخص النائم عليه ويكون عادة مرتخى الحبال مما يساعد الشخص على النوم السريع .
والعناقريب انواع منها الهبابي وهو عنقريب قصير جدا من الارض يستظل به غالبا في اوقات القيلولة ،وهناك نوع اخر مكن العناقريب واكبرها حجما ،وعنقريب الجلد وعنقريب الجرتق وهذا لنوع من العناقريب معد خصيصا لهذا الغرض والذي بصدد الحديث عنه ويتم اعداده بمواصفات معينة ليوم (الحنة) حنة عريس جديد( لنج) ويتم تزيينه بعدة اشياء.
وعنقريب الجرتق عبارة عن عنقريب خشبي عليه ملاءة حمراء جميلة وعلى حافتها مساند مزركشة لتجلس العروس قبالة القِبْلة، وتأتي أسرة العريس في صحبة ابنها محمَّلة بسبحة اليسر السوداء والهلال مطرز على منديل ليربط حول جبين العريس شريطة أن يلتحف ثوب السُرتي المشهور حاملاً معه سيفاً مذهَّباً يهز به في فرح على الحضور بعد أن يكون قد اهتز طرباً لأغاني الجرتق الحماسية، ويتواصل عرض أمسية الجرتق عندما تتقدم أسرة العروس وهي تعرض ذاك العنقريب الفاخر بملاءته الجميلة وصينية فضية كبيرة الحجم مستديرة الشكل بها أطباق من الحلوى والتمر الفاخر وعطور سودانية متنوعة.
الجرتق تقليد سوداني تعتز به الأسر السودانية اعتزازاً يفوق الوصف لأن ممارسته فأل حسن واتباع طقوسه تجعل الأسرة تؤمن في قناعة أن الجرتق مكمل للزواج.
ويجلس العريس قبالة عروسته ليتبادلا كميات من الحلوى والتمور لسبع مرات تناوله ما في يديها ويعيدها إليها ثانية وعند المرة السابعة ينهض العريس ليوزع تلك الكميات على الحضور وعند نهاية المراسم يتراشقان بالحليب وسط فرحة وتصفيق الحضور ليعقب ذلك ترطيب الجو بحبات من العطر الفواح ينثر على الحضور الذي يشارك في الغناء بصوت جميل لتظهر العروس في زيها الأحمر اللافت تتبادل الرقص بايقاعه الجرتقي معلنة نهاية مراسم الجرتق وكذا نهاية مراسم الزفاف.
وارتبط عنقريب الجرتق بالعادات والطقوس السودانية القديمة وتمتد من زمن (الحبوبة) ويا حليل زمن الحبوبات اللائي لايعرفن خلافات الحياة الزوجية ولا الطلاق ولا شهر العسل(ابو ملايين الجنيهات) ولا تجهيزات موية رمضان التي تكلف مئات الجنيهات بجنيهات الزمن الحالي .
وتم اختيار الحبوبة لتجهيز عنقريب الجرتق بحجة ان يسير العرسان علي نهج الحبوبة لتثبيت عش الزوجية .