:
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــــــــــه ،،،
فطرنا على الحب , ومنه أوجد الله آدم عليه السلام وأحبه فنفخ فيه من روحه ، وخلق له حواء ليجمع بينهما بحب
إلهي يرقى بمن اختارهم الله أن يكونا خلفاء له في الأرض
يقول تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة "
كان الحب هو المنظومة الأولى المحركة للكون كله حتى بدأت أولى شرارات الكراهية
تنطلق مع نزعات الحقد والكبر التي أطلقها الشيطان بسهمه المسموم رافضا السجود
لآدم ومعلنا للعصيان الأكبر على رب العالمين , ظنا منه أنه أفضل من آدم فكيف يسجد من خلقه الله من النار لمن خلق من الطين !!
منذ تلك اللحظات الأولى في خلق الكون ومنذ أول ملوثات الفطرة التي فطرنا عليها
والشيطان وأتباعه يلوثون الإنسانية والكيان البشري بأكمله ويهبطون بمستوى الإنسان من مصاف الملائكة إلى أدنى المستويات .. في ظل الصراع الدائر بين :
الحق والباطل
النور والظلام
الحب والكراهية !!
بدأت تتفشى مشاعر الكراهية والظلام وتتضخم يوما بعد يوم حتى أصابت أسمى العلاقات الإنسانية
حيث دخل الكره بين ذوي الأرحام فكره الأخ أخاه واستحالت بينهم الحياة وعادت بنا المشاعر
لتلك اللحظات التي مكن فيها الشيطان قابيل من تلويث الكون بأول نقطة دماء حين قتل أخاه هابيل
لنتطلق سهام الكراهية وغشاوة العقل وغفوة الحقيقة والنفس المريضة التي تسيطر على العقول ، فتغشاها الغفلة والحقد ..!
لانعني بهذا أن الكراهية طبع ذاتي ولد مع الإنسان منذ نشأته الأولى بل هي طبيعة اكتسبها
حين عطل عقله عن التفكير وصم أذنه عن سماع الحق وغلف قلبه بالقسوة والكراهية وأطلق لروحه التلبس
بلباس شيطاني حاقد حاسد لاهم له إلا بث سمومه بين أصحاب القلوب الطيبة .
لا أبالغ بالوصف حين أصف أصحاب القلوب الكارهه بمرضى يحتاجون علاجا نفسيا مكثفا يملأ قلوبهم بالحب والرضا وينزع منهم الحقد والغل والحسد ويستأصل جذوره من نفوسهم
أصبحت الكراهية تتفشى في مجتمعنا وتسري منه سريان الدم فقلما نجد إخوة متحابون كما أمرنا الله عز وجل بقوله "
وكونوا عباد الله إخوانا "
بل وكأن الجميع يحيا في حرب بشرية يسعى الكل فيها لأن يحصد أعلى درجات تجريح الآخرين وإيذاء نفوسهم .. إلا من رحم ربي .. فبدأنا نتحدث بلغة الإستعلاء والنظرة الدونية للآخرين مولدين كراهية تكبر يوما بعد يوم
وتنتشر في مجتمعاتنا .
افتقدت حوارتنا حلو الكلمات ، وصار الكلام جافا جارحا يقذف على الرؤوس كما تقذف الحجارة فتصيبها في مقتل .
جرحات السنان لها التئام ............ ولا يلتام ماجرح اللسان .
لماذا تفشت الكراهية بيننا حتى أصبحت كسرطان خبيث يلتهم كل الخلايا ولايتركها الا صريعة ميته ؟ وإلى متي يظل العنف والقتل والقهر ؟ .. أشياء كثيرة تحيط بنا دخيلة علينا ، تمزقنا ، وكأن قانون الغاب هو الذي يحكمنا ، القوي ينقض على الضعيف ، والكل يشاهد ويدور في فلكه ومشاغله باحثاً عن مصلحته ناسياً أن الحب .. الحب للإسلام .. هو الطريق الذى لا يقبل أن تسير فيه الكراهية ..!
هيا بنا نتكاتف في هذا الشهر الفضيل لمحاربة الكراهية وتدميرها حتي لا يكون لها مكاناً في قلوبنا ، ليسود الحب بين الجميع .