الإخوة الأعزاء تحية لكم ،،، قصدت بهذا البوست أن نخرج قليلاً من الروتين المعتاد لنبحر في إحدى ضروب الشعر وهو شعر الدعابة والفكاهة فهناك مداعبات جميلة وحوارات بين الشعراء وكذلك حوارات يأَلِّفها الشاعر ويتغمس فيها شخصيتين وغالباً ما تكون بينه وبين دابته مثل أدب المسادير عند شعراء البطانة .
وهذا حوار بين المزارع والغنامي من تأليف الشاعر الرائع الصادق أحمد الحلال "ود آمنه" شاعر البطانة المعروف والذي وصفه المهتمين بشعر البطانة أنه من أميز شعراء زمانه فصاغ الحوار التالي:ـ وحتى نثري هذا المنتدى بشتى ضروب الشعر والخواطر أتمنى من الإخوة إنزال حوارات مماثلة إن وجدت وإليكم نص الحوار:ـ
المزارع:
وطاتك صيفت و اتلولون كرعيـــك
وربطوك بالسلب والآخرة من فوق ليك
تقطف في الدلو و خام الحروت بيديك
مرقوك العصر متل القــدود عينيك
الغنامي:
الحواشــــه جابتلك نجيلتن حاره
من أكل الدقيق كرشت و بطنك جاره
ضباك الفلس زهجان وروحك كاره
من صقط الترع تقطر دمعتك خاره
المزارع:
صرفولٍي القطن قبل القمح و الفول
يا صاحب الدبيب لا يمني شن بتقول
جربانك كرتب و بالصُرَارَ مشغول
قايل خلاص رزق الشمش ما بزول
الغنامي:
رجع فوق النعــاج ، أم الفرود و التوم
عزل بهمي ، دفر غنمي، و شبع لي نوم
إت تابع الصــرف ما حددولك يـوم
عمال القطن تابعـــاك نبيشه و لوم
المزارع:
صايم طول نهارك تطوي في الحنتوت
فوق كيله و ربع لامن خريفك يفـوت
جربانك كرتب و في الصَرِّار بتصوت
يوم يا صاحبي ، بتنقدك دبيبة تمـوت
الغنامي:
بالكُوريق تسدد ، منبلي و حرقـــان
واقف طول نهارك و القمح غرقــان
لميت الطُلب ، جيت لام سراب شرقان
إت ساعة الخلاص من العجم عرقـان
المزارع:
مكاوش في القشوش القفره و المتليه
من حر الصقط كرعيك شقوقهن ميه
عرفناك في الجلب بتجمــع الماليه
يا جاني الغنم ، وين الزكاة الفرضيه
الغنامي:
الليل و النهار راكب الحمــار متديـن
تخمج فى السراب متل الجمــل متطين
آلآم الفلس ، فوقــك أثرهـــن بين
من حش النجيل، ضهرك عضامو تزين
المزارع:
لبس عالي و مرق من بيتي زولا ظاهر
فوق العسنه و البكاره ، ماني مساهـر
إت ليلك كلو تطرد في الحمير و تناهر
عيب دقني إن لبس توب وهدمًا طاهر
الغنامي:
إتناشر شهر فوق أم سراب مسجون
موية الترعــه سوتلك تلاتة بطون
ضباك الفلس ، تسأل تقـول مجنون
أنا خايفك تموت من القطن مديـون
المزارع:
نفسك ديمه من جيهــة الكرم مسدوده
ماك ظالم زكاة الله العليــك مفروضه
ضانك تصدفو الساريه إن برد في فوده
تتعوض صفير زمبارتك المقــدوده
الغنامي:
نفسك ديمه من حر الفلس موهومـه
فوق ضهرك ديون العالمين مردومه
إت مالك مدنقر . . صفقتلك بومـه
و لا هموم ديون حواشتك المقسومه
الغنامي:
سنتك واحــدة بس لا اتالتت لا اتنت
من حر الفلس زهجت جماعتك و جنت
حارسين المكاتـــب للمحال تتصنت
منا و جاي حكايتك يا رفيـقي اتشنت
المزارع :
القش إتلأ و اتواقفلو شروفهـــن
راعيهم متقز منهـــن ما بشوفهن
لاوي رقبتو في لوحة يمينو خروفهن
أُماتُو الكُبار يَجَابِدن فــي صُوفْهِن
الغنامي:
يا رب العباد تجي السنة البدريـه
يتوالن سواري و تردف الضحويه
قيزان الجِمِيلي يجيبن أبْ شُوشِيـه
بت أم سبحه تلعب فَوُقهن الصقريه
الغنامي (مخاطبا محصول القطن):
يا قطن أم سراب أنا منك أعمل كيف
بيني و بينك الخصمه و حرابة السيف
خميت ناسي تب خليتني قاعد ضيف
كمان عدمتني البسقي النعاج بالصيف
القطن (يرد علىالغنامي):
قسم بالله كان تجري و تجيني كتيـر
أضربك ضربة واحدة تغطسك للجير
ماك عارفني عندي مفتشين و مدير
وماك عارفني سويت لزريبتي غفير
الغنامي:
زريبتك هادي ختيتلها ختة عامـر
الغبشه أم غفيرًا للمعيزه بسامــر
شهيت الركوب فوق المحنة وضامر
لميت النجيل عاد داير تخرب العامر
القطن :
ماك عارفني وافر و النقـاص تميتو
مطرود الحبش من الصبـح لميتـو
المسكين كسيتو هدوم و كبـر بيتـو
صارعت الفقر من ناس عطية رميتو
المصدر : منقول من كاسيت مسجل بصوت الشاعر الكبير عبد الله ودالشريقاوي في إحدى حلقات خيمة الحاردلو.
تحياتي ،،، أبو عبد الله