عامريوسف عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 22/05/2009 عدد الرسائل : 1426 العمر : 44 الموقع : الرياض العمل/الترفيه : الرياض
| موضوع: وجاءت سكرة الموت 2009-11-30, 09:46 | |
| في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة ، كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبوبكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ، و عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرته ، وفرح الناس بذلك أشد الفرح ، وظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ، وإستبشروا بذلك خيرا وجاء الضحى وعاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا فبكت لذلك ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ، و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم و بلغ منه مبلغه ، فقالت فاطمة : واكرباه ، فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : لاكرب على أبيك بعد اليوم ، وأوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين وهو على فراش موته : الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم ، الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم و كرر ذلك مرارا ، ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك ؟ ، فأشار برأسه الشريف صلى الله عليه وسلم أن نعم فإشتد عليه ... فقالت عائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ، فلينته له ، و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه وهو يقول : لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ، وفي النهاية شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم - روحي فداه - وتحركت شفتاه قائلا : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين و الشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي وإرحمني وألحقني بالرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى ،و فاضت روح خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ، فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما. | |
|