الفرق بين رجل و ذكر

من يعيش بيننا اليوم؟ .... أهم ذكور يدبون على هذه الارض ويدّعون أنهم أرقى المخلوقات .... أم رجال يغيرون وجه التاريخ ..؟ او بالاحرى هل بيننا رجال ام ذكور ...؟؟
يتعرض مجتمعنا للخلط بين هذين المفهومين ويعتقدون وهم مخطئون طبعا ... ان كل ذكر بشري هو رجل ... وفي هذا التفسير منتهى الاجحاف بحق الرجولة ... فالرجولة اخلاق يتسم بها الذكر والذكر نوع . جنس ... مخلوق كسائر المخلوقات لا يسمى بشرا اذا لم يلبس لبوس الرجولة .لا بد للذكر ان يدفع فاتورة الرجولة ليدخل عالمها . والا بقي دوره هامشيا ينحصر في كونه ذرو من ذرات الكون او غبارا تتلاحم جزيئاته ليكون وقود عجلة الحياة ... فإن كان رجلا نفخ في نار الكون فأشعله اخلاقا قبل كل شيء ثم علما وإنجازا وعاطفة وقبل كل شيء انسانية ..
وإن كان ذكرا ظلّت ناره باردة تتحول مع الرياح الى ذكرى .. رماد بلا اثر
طريق الرجولة ليس سهلا ... إنه تربية للنفس وإخضاعها لتترفع عن ضغائر الامور فتكون مسيطرة بالحق داعية له . وليست متسلطة بلا وجه حق . فالطريق لتوصيل الامانة لا يقل اهمية عم الامانة نفسها ... وأثناء الطريق يحفر الذكر بفضائله معالم الرجولة ليستحق لقبها عن جدارة وإلا يبقى ذكرا ..!!!!
الرجولة كلمة تقال مرة واحدة لكنها تنغرز في خلايا مستمعها وشما ابديا ...
الرجولة تلطّف بالاخرين وليس تجبرا .. فالذكر يتحول الى رجل حين يقود كلمته لا حين تقوده الكلمات .
الرجل يستحق لقب الرجولة حين يكون حجمه اكبر من الالم نفسه والام ضريبة يدفعها الرجل الحساس .
إذن انسانية الرجل تأتي في مقدمة فضائله .. أي ان يكون طيبا من غير ضعف ... خشنا من غير عنف ... أديبا من غير سخف .
سالكة هي طريق الرجولة لكن قليل من يسلكها . ويفضل عليها الطرق الوعرة . طرق الذكورة .. الذكر هو من يبحث عن المرأة الغبية ليعشقها ويتزوجها ...والرجل الحقيقي هو من تهفو نفسه لحلوة الروح . ومليحة العقل فيدرك بحسه ان المرأة الذكية تضيء مساحات الذكر المعتمة لتنشر الرجولة في خلايا حياته ... فلا تلوموا نساءنا اذا اختلّت لديهن مؤسسة الزواج . ربما لأنهن تزوجن ذكورا وليس رجالاً .
لا تلوموا أمتنا إذا تزعزعت أركانها . ربما لأن عملية التحول من ذكورة الى رجولة تأخذ وقتاً طويلاً عندنا .. مع العلم أن تاريخ أمتنا أفرز رجالاً أناروا الإنسانية بعطائهم فما بالها اليوم عقمت