السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الكرام
ما رأيكم بهذه الهدية عنوان موضوعنا ، فقد ترددت في اختيار هذا العنوان لأنه - وهذا ظن - قد يختلف ولو قليلا عن فحوى الموضوع، ولكن وللحقيقة وجدته مناسبا تماما لما أريد أن أطرحه عليكم في موضوعي هذا الذي حدث معي منذ فترة و يسأل أحد ما ما فائدة هذه القصة التي مضى عليها تلك الفترة ؟؟
جوابي أن هذه القصة تصلح لكل زمان ومكان وهي عادية جدا، وقد لا يجد القاريء الكريم فيها ما هو جديد، وأنا أعلم بذلك ، ولكن جئت بها إليكم للتذكير أولا، ولنجعلها
دواء لحل مشاكلنا المستعصية - وما أكثرها - والتي فقدنا الأمل في إيجاد حلول لها من الآخرين.
قبل حوالي شهر جاءني وبالصدفة شخص فقير الحال يسألني عن شخص ما في نفس العمارة التي اعمل بها وطلب من ان اجده له فاستأذنني بالسماح له بالإنتظار حتى اتاكد له الشخص ، وطبعا رحبت به وبدأ يشكوا لي مشاكله وكأنه يطلب مني بطريقة غير مباشره أن أساعده في إيجاد الحلول لها، وكان يبدوا عليه الضيق والملل من الناس
ومعاملاتهم، وحتى لا نضيع بين السطور، قال لي بأنه كان يعمل فى إحدى شركات الحمايه الامنيه وكان سعيدا في عمله لأنه أغناه عن سؤآل الناس، وبعد فترة رفد من العمل لسبب بسيط
طبعا تقبل هذا الأمر لأنه لا بديل عن ذلك، وبعدها استمر في البحث عن عمل آخر ولم يفلح في ذلك، وضاقت الدنيا في عينيه
وأصبح يلجأ للآخرين ليستدين منهم بعضالمال ليقضي حاجاته ريثما يجد الفرج من الله سبحانه وتعالى. وقد طالت فترة البحث، وبدأ يفقد الصبر والأمل، وبدأت الناس
تطالبه بفلوسهم، ولكن ليس باليد حيله، فبعضهم صبر عليه وبعضهم لم يصبر إلخ.... وبينما هو يحدثني اغرورقت عيناه بالدموع وعرضت عليه المساعده فرفض، وقال لي
أريد منك أن تساعدني بإيجاد عمل لي مهما كان نوعه، وللحقيقه أحيي فيه تلك الشهامه وكان الإنطباع الأول عندي أن هذا الإنسان كان صادقا في كل كلمة تحدث بها،
وأنه عفيف النفس، وكأنه يقول لي بطريقة غير مباشره بدلا من أن تطعمني سمكة، علمني كيف أصطاد السمكه. تمنيت في تلك اللحظه لو كان باستطاعتي أن أجد له عملا
كي أفرج همه ومشاكل عائلته. لا أدري ماذا حدث لي وأنا أنصت إليه، فقد شعرت معه بظلم البشر للبشر، وكيف نزعت الرحمة من قلوب الكثيرين وكأنهم يقولون نفسي نفسي
، وفي لحظات.... قلت له سأحاول أن أجد لك عملا ولكن أعطني فرصة وإن شاء الله لا يحدث إلا الخير. وأضفت بعد ذلك وقلت له إذا وصفت لك وصفه هل تستطيع أن تطبقها؟؟ فنهض من على كرسيه وقال أنا حاضر وسأطبقها الآن إذا شئت، سبحان الله عند هذه اللحظة ظهرت علامات الفرح والسرور في عينيه وعلى وجهه وكأنه وجد ضالّته التي يفتش عنها. سألته هل تصلي...؟؟؟ أجاب(نعم)، قلت له هل تقوم الليل أجاب بالنفي ولم أفعل ذلك طوال حياتي، ثم قال ولماذا تسألني عن ذلك...؟؟ أجبته أنّ دواءك في سؤآلي ذلك...!!! قال كيف...؟؟؟ وعلامات البشر والسعاد تبدوان على محيّاه...؟؟ قلت له ابتداء من هذه الليله قم قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين وتوضأ وصلي لله ركعتين أو أربع ركع وأطل القراءة والسجود فيهم وادع الله بقلب خاشع خاصة أثناء السجود واسأله حاجتك وألح بالسؤآل واستمر على ذلك بقية حياتك، فقال على الفور سأطبق كل ما قلته لي اعتبارا من هذه الليله، وبعدها استأذنني بالإنصراف على أن يعود لي بعد أيام.
سبحان الله...ما أعظمه وما أكرمه، بعد اسبوع تقريبا من غيابه جاءني وعلامات البشر والسعاده على وجهه وحاول أن يقبل يدي، وعرفت فورا النتيجه قبل أن أتكلم معه، قال لي حرفيا لا تصدق يا الشيخ بعد أيام قليله على صلاة قيام الليل التي اتبعتها، جاءه من يطرق بابه من زملائه ويقول له إبشر يا فلان فقد وجدت لك عملا أفضل من عملك السابق والراتب أفضل بكثير، قال لم تصدق عيناي وأذناي ما سمعت ورأيت، فقد استلمت عملا رائعا بالنسبة لعملي السابق، والإجرة وأعني بالراتب أفضل بمرات، وجئت إليك مباشرة لأخبرك ماذا حدث معي.....صدقوني فرحي كان يساوي فرحه إن لم يكن أكثر لا لسبب، فقط لأني استطعت أن أقدم هدية إيمانيه لإنسان كان في أشد الحاجة إليها، إضافة إلى مساعدة إنسان كيف يلجأ إلى خالقه في جميع أوقاته وخاصة في أوقات الشده... ألم يخبرنا رب العالمين بكتابه الكريم "ادعوني أستجب لكم" ؟؟؟
من لنا غيره في جميع الأوقات...؟؟؟ قصدت من رسالتي هذه أن أقول لكل إنسان ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، وأغلقت في وجههه الأبواب والأسباب، أقول له عليك بمثل ما قام به صاحبنا الفقير، وستجد أن فرج الله أسرع مما تتوقع.
أيها الإخوة والأخوات لنجعل من قيام الليل وسيلة للتقرب إلى الله ولقضاء حوائجنا ، وأن لا نسأل سواه، لأنك إن سألت سواه فقد لا يتحقق مبتغاك" وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"
اللهم اكرمنا في الدنيا والاخرة
الحمد لله