عـدوّك مـن صديقـك مستفــاد
فـلا تستكثـرن مـن الصحــابِ
فـإن الـداء أكـثـر مـا تــراهُ
يكـون مـن الطعـام أو الشـرابِ
إذا انقلـب الصـديق غـدا عـدوّاً
مُبينـاً ، والامـور إلـى إنـقـلابِ
ولو كان الكثيـر يَطيـب ، كانـت
مصاحبـة الكثيـر مـن الصــوابِ
ولـكـن قلَّمـا اسـتكثــرت إلاَّ
سقطـت على ذئـاب فـي ثيـابِ
فـدع عنـك الكثيـر فكـم كثيـرٍ
يُعـاف وكـم قليـلٌ مستطــابِ
ومـا اللحـج المِـلاح بـمُرويـاتٍ
وتلقـى الـريّ في النُّطَـف العـذابِ
***************
كفي بالشيب
كفـى بالشيـب من نـاهٍ مطـاعِ
علـى كَـرهٍ ومن داع مـجـاب
حططت إلى النهى رحلـي وكلَّـت
مطيَّـة باطلــي بعـد الهبــاب
وقلـتُ مسلِّمـاً للسيـب : أهـلاً
بـهادي المخطئيـن إلى الصـواب
ألسـت مبشِّـري فـي كل يـوم
بوشـك ترحّلـي إثـر الشّبـاب
لقـد بشَّرتنـي بلحـاق مـاض
أحـبَّ إليَّ مـن بـرد الشَّـراب
فلسـت مسمِّيـاً بشـراك نعْيـاً
وإن أوعدت نفسـي بالذهــاب
لك البشرى وما بشـراك عنـدي
سـوى ترقيع وهيـك بالخطـاب
وأنت وإن فتكت بـحبِّ نفسـي
وصاحب لذَّتـي دون الصِّحـاب
فقد أعتبتنـي ، وأمـتَّ حقـدي
بِحَثِّـك خلفـهُ عَجِـلاً رِكابـي
إذا الـحقتنـي بشقيـق عيشتـي
فقـد وفَّيتنـي فيـه ثـوابــي
وحسبـي من ثوابـي فيـه أنـي
وإيَّـاه نـثـوب إلـى مــآب
لعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّ
إذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب
فقـل لبنـات دهـري فلتُصِبنـي
إذا ولَّـى ، بـأسهمـها الصُّيَّـاب
سقـى عهـدَ الشبيبـة كلَّ غيـثٍ
أغـرَّ مُجَلجَـلٍ دانـي الـرَّبـاب
ليالـي لـم أقـل : سقـياً لعهـد
ولـم أرغـب إلى سُقـيا سحـاب