يقول الفنان التشكيلي السوداني الدكتور راشد دياب انه غير نادم على ترك اسبانيا وحياة الرفاهية فيها والعودة الى السودان الذي ارتبط في اذهان الكثيرين بالحرب والفقر وليس بالفن. ويضيف دياب انه كان يعيش «حياة مريحة في اسبانيا»، غير انه يعتقد ان «افريقيا بحاجة الى الافارقة لتطويرها».
ولد دياب عام 1957 في مدينة ود مدني بوسط السودان حيث تلقى تعليمه العام، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالمعهد الفني (جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا). وغادر دياب السودان متوجها الى اسبانيا في اول منحة يقدمها السودان وحصل على درجة الدكتوراه في «تاريخ الفن في السودان»، وكان اول عضو هيئة تدريس اجنبي بـ«كلية سان فيرناندو الملكية للفنون الجميلة».
وعرضت وكالة «اسوشييتد برس» امس قصة دياب، فذكرت انه بعد اقامة امتدت 19 سنة في اسبانيا، قرر العودة الى السودان وفتح «معرض دارا للفنون» في فيللته المكونة من ثلاثة طوابق. ويضم المعرض مختلف الاعمال الفنية ويعمل حاليا في وقت فراغه لتشييد بيت آخر لاسرته حتى يحول الفيللا التي تسكنها الاسرة حاليا الى معرض دائم للاعمال الفنية ومركز لاستضافة المؤتمرات وورش العمل لترقية تجربة وخبرات الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين السودانيين. واستضاف «معرض دارا» اخيرا اعمال احد التشكيليين من الجيل الجديد، اذ يرى دياب ان هذا الجيل يفتقر الى الادوات الفنية مما انعكس سلبا على حرية التعبير الفني والابداع.
ويدرك دياب ان مساعدة الجيل الجديد من التشكيليين الشباب ليست مهمة سهلة في ظل نقص الموارد المتاحة لهذا النوع من العمل. الجدير بالذكر ان عددا من التشكيليين اضطر لترك السودان بسبب عدم وجود معارض فنية الى جانب عدم وجود البنى الاساسية اللازمة لتطور وانتعاش الفن. ولا ينقطع الاصدقاء والاقارب عن منزل دياب وكأنما يريدون تعويض فترة الـ19 سنة التي قضاها بعيدا عنهم. ويقول دياب انه من الصعب ان يجد الشخص في اوروبا المساحات الشاسعة والفضاءات الموجودة في السودان، ويعتقد انه افتقد خلال سنوات الغربة «تعبير الوجه السوداني والسودان نفسه وشوارعه ومساحاته».