الجزء الثاني
الإخوة المسؤولون
لا يخفى على أحد منكم أن (الشعب) قد صبر على (مهازلكم) طويلاً ينظر إليكم وأنتم فى (أبراجكم العاجية) تأخذون أضعاف أضعاف ما تعطون تلبسون (حرير) الثياب وتأكلون (لذيذ) الطعام وتمتطون فاره (الجياد) وتحجون إلى بيت الله الحرام (ملح) ومن أموال هذا الشعب (الغلبان) وتتطاولون فى بنيان (الفلل والعمائر) وتنكحون ما لذ لكم وطاب من النساء غير عابئين بهذا (الشعب) الذى أذله الفقر وهدته (المسغبه) وأضناه (المرض) فأصبح أفراده كالأيتام على موائد (اللئام)!!.
أيها المسؤولون
لقد حان الوقت أن تمشوا على العجين وما تلخبطوهو.. والقرارات دى أول (الغيث) ويا نحنا يا إنتو ووراكم والزمن طويل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!.
تداعيات القرارات
فى حديقة إحدى (الفلل) الفاخرة بأحد الأحياء الراقية جلس المسؤول ومعه جاره (المسؤول الآخر) يرتشفان (القهوة التركية) وأمامهم (سبائط) من العنب و(الخوخ) والتمر (الشفاف) يستمعان إلى (القرارات):
- الشعب ده جن وللا شنو؟؟ طيب إذا هو (مسؤول مننا) نحن نكون (مسؤولين) من منو؟؟
- شوف والله بعد (الضرب) الإنضربناهو فى (المظاهرة) أمبارح ده الظاهر (الشعب) ده جاد فى الموضوع
- يا خوى كان كده أحسن الواحد (يبيع) ويتخارج
- يا حبيب بيع شنو؟؟ إنت ما سمعت فى (البيان) هسع قالوا أدونا (إسبوع) نجيب (الحاوى)؟؟
- إنت (الحاوى) ده سيبو هسع (فك التسجيلات) ده نعمل معاهو شنو؟؟ (النسوان) ديل نوديهم وين؟؟
- (يبتسم فى خبث): والله أنا (حمتى خفيفه) ح أطلق (واحده) وأخلى (واحده) زى ما الشعب قال فى قرارو؟؟
- طبعا يا أبوها ح تفك (القديمه) عكس الهواء!!
- يعنى إنت فاكرنى ح أفك (النوبيرا تو) وأخلى (الهيلمان)!!
- (وهو ساهم): والله المشكلة مشكلتى أنا هسع (الأربعه) ديل يفكوا منهم ياتو (تلاته)!!!
بينما كان هذا الحديث يدور فى الحديقة بين المسؤول وجاره كانت (ست البيت) زوجة المسؤول (الرابعه) تجلس مع زوجة (المسؤول الجار) الأولى على إحدى البلكونات وهن يناقشن القرارات:
-والله ووالله يلحق (يفك تسجيلى) إلا أفك ليهو رقبتو!! كمان أنا بلعب واللا بلعب
-والله يا (ست النفر) ياختى الرجال ديل ما عندهم ضمان وقالوا (الجديد شديد)!!
-بتقصدى شنو يعنى يا (شيراز)؟؟ عشان إنتى يعنى جديده و(نمرة أربعه)؟؟
-لا ما كدى والله لكن (الرجال) ديل أنا عارفاهم كان فى (فنيش) بفنشو ناس (الخدمة الطويلة)!!.
-خدمة طويلة خدمة قصيرة.. وحاتك إنتى دى يلحق يفنشنى إلا (إفنشو ليكى من الدنيا) – مواصلة- وهو ذاتو بينى وبينك قالو ليكى بعد ما يشيلو منو (العمارة) دى و(العربات المكندشة) دى ويركبوهو (ركشه) ويحرموهو (السفر) أنا عايزه بيهو شنو؟؟؟
فى (فيلا) أخرى لا تبعد كثيرا عن (الفيلا) الأولى كان مسؤول آخر وزوجته يديران حوارا من نوع آخر:
-أنا يانى العارفاها.. من زمان أنبح ليك يا (سعادتو) سجل العمارات دى للأولاد.. أنبح ليك يا (سعادتو) سجل العمارات دى للأولاد!! أها هسع نعمل شنو؟؟ تجيب ليهم (حاوى من وين)؟؟
-والله صدقتى السودان كلو فيهو حاوى واحد.. (خضر الحاوى) ومات!!
-إنت صدقت حكاية الحاوى دى؟؟؟؟ والله حاوى ما يعمل العملتو ده!! الناس كلها عارفاك (موظف دوله) مما قمت معقولة بس (ماهيتك) تعمل العملتو ده!! والله (عماراتك) دى ياها الشايلنها شايلنها!!! – مواصلة فى شماته- هسع كان سمعت كلامى وسجلتهم ليا ولى وليداتك ديل ما كان أحسن ليك؟؟
-أنا عارفك زعلانه عشان سجلت (بيت كافورى) للمرا التانيه!!
-والله (الشعب) يقلعو منها زى العجب.. إنت قايل فى حاجه على (الشعب) ده بتندسا؟؟
فهم (سعادتو) من كلمات (زوجته) الأخيرة بأنها سوف تقوم بالوشايه به وتفضح مسألة تسجيل (بيت كافورى) لزوجته (الثانية) وأن ما قالته ليس إلا (تهديداً مغلفاً) فقام بتصعيد الحوار معها حتى درجة (الغليان) وما لبث أن رمى عليها (يمين الطلاق) وهو يقول فى نفسه:
-أهو الواحد يرتاح منها وكمان (يفك تسجيلات)!!!!
تظاهرات:
لأن (الشعب) ضايق (الشغلانه) فى نفسو وعارف إنو (قرارات التخفيض) بالنسبة (للمسؤولين) هى كما (قرارات الزياده) التى كان يفرضها عليه المسؤولون وأنه لا يوجد فرق بينهما سوى (علامة سالب بره القوس) فقد وضع (الشعب) كل قواته على أهبة الإستعداد تحسباً لأى تظاهرات أو (أعمال شغب) يقوم يها (المتضررون) من هذه القرارات وقد كان حدس (الشعب) سليماً وفى (محلو) إذ سرعان ما إنتظمت فى اليوم التالى مباشرة المظاهرات التالية:
الإتحاد العام لزوجات المسؤولين
نظم الإتحاد العام لزوجات المسؤولين تظاهرة سلمية تحركت من أمام (مول عفراء) مشياً على الأقدام متجهه لمبنى ( الأمم المتحدة) لتسليم (المندوب السامى لحقوق المسؤول) مذكرة مندده بقرارات الشعب الأخيرة..
المتظاهرات رفعن (لافتات الإحتجاج) الملونه وسرن فى خطوط متناسقة.. التظاهرة تعبق بمختلف (الروائح الباريسية).. (الحنن) المنقوشة مرسومة (بعناية).. الثياب (شيفون) و(توتال) أصليه.. الجزمة لون (شنطة اليد الجلدية Genuine Leather) وشنطة اليد لون (التايير) و(دهب الخليج) يزبن (الأيادى) الناعمة التى لم تذق (غسيل العده) يوما ًوالتى تمسك بلافتات صغيرة كتب عليها:
(عين الحسود فيها عود )…. (بس معقول نركب ركشات).. الـ (الله بيديهو منو البحميهو ) (لا تخفيض للسفريات )
بينما كن يرددن بعض الهتافات:
- مافى طلاق مافى طلاق… موتو موتكم يا عولاق!!
- بى (بنوكنا) وبى (شــركاتنا) ما بنخاف من الجاتنا
الهيئة العليا لأولاد وبنات المسؤولين
فى تزامن ينم عن تخطيط محكم للفت أنظار (العالم) لهول المأساة التى تحدق بهم وبمصائرهم إنطلقت من أمام (شارع المشتل) وفى ذات الوقت الذى إنطلقت فيه نظاهرة (زوجات المسؤولين) تظاهرة أخرى نظمتها (الهيئة العليا لأولاد وبنات المسؤولين) مستخدمة فيها (العربات) التى جلس بداخلها (أولاد) و(بنات) المسؤولين من كافة الأعمار وبعضهم قد قام بإخرج (رأسه) من خلال (الزجاج) حاملاً بعض (اللافتات) وها هو (هيثم) و(لينا) يقومان بتنظيم المسيرة قبل إنطلاقها:
-ياجماعه.. يا جماعة… ناس (الفستو) الصفراء يجو الصف القدام ده.. وبعدهم العربات (الأتوس) الحمراء.. يا جماعه أى زول سائق BM أو مارسيدس يكون بالجنبات… يا….
-يا هيثم كلمتهم إنو (البارد والسندوتشات) فى اللاندكروزر بتاع (شيرين) و(حماده)؟؟
-يا وليد.. ياوليد كلم السواق يجينا بعد نهاية (المظاهرة) طوالى وما يتأخر!!
وإنطلقت التظاهرة بعد أن تم (تنظيم ألوان صفوف العربات) وبدأ ترديد الهتافات عبر (مايكرفون) مثبت فى عربه (لاندكروزر 2008 ) بيضاء (مظللة) وتعالت الهتافات:
-بيرقر بيرقر ماكنتوش… ليه عاوزننا ناكل بوش
ثم فى (نبرة) أكثر جدية وتشنجاً:
-شعب جبان عايز كشه.. ليه عاوزنا نركب ركشة
لم تمر دقائق حتى توقف (الركب) لتتم إذاعة (رسالة عبر الموبايل) من (أولاد المسؤولين) الذين يدرسون بالجامعات (البريطانية):
-إخواننا أبناء المسؤولين (بالداخل) نحيي فيكم روح الصمود.. ونرجو منكم التصدى بكل قوة وحزم لهذه القرارات (الجائرة).. إخواننا.. سيروا وعين (الله) ترعاكم.. وما تشتغلوا بالشعب (المسكين) ده - دى قرارات (فشنك) ساكت!!!
وما أن إنتهى (مذيع التظاهرة) من (إذاعة المحادثة) على (المتظاهرين) حتى دوى (تصفيق حاد) وهتاف متقطع حفزه لقراءة (البرقية) التالية:
-وهذه برقية من إخواننا أبناء (المسؤولين) الذين يدرسون بالجامعات (الإسكندنافية) تقول:
ولا يهمكم دى حساده ساكت.. قف.. لو حصلت ليكم أى حاجه تعالوا لينا هنا.. قف.. الـ (الله بيديهو منو البحميهو؟؟)
تلاقت المظاهرتان (أبناء المسؤولين وأمهاتهم) عند تقاطع (سانت جيمس) وإزدادت حده الهتافات:
- يا شعب يا جبان.. إنت حاسد وللا (بغران)
-بيرقر بيرقر ماكـــنتوش.. ما بتجبرنا ناكل البوش
بينما كانت (شرطة الشعب) تراقب (المظاهرتبن) فى حذر… إتجهت المظاهرتان نحو مكاتب ( الأمم المتحدة) بشارع الجامعة لمقابلة (المندوب السامى لحقوق المسؤول) بعد أن قامت (زوجات المسؤولين) بالركوب مع أبنائهن فى (العربات) وهن يمسكن بزجاجات (المياه المعدنية البارده) ويصلحن من مكياجهن الذى أفسدته (حرارة الشمس).
عند وصول (المظاهرتين) لمكتب المندوب السامى تفاجأ الجميع بوجود (تظاهرة) صغيرة (غاضبة) يقودها عدد من الأشخاص ذوى (الملابس المزركشة الغريبه) والعمائم (الملونه).. أحد المتظاهرين كان يمسك بثعبان ضخم من فصيلة (الأصلة) يلفه حول عنقه بينما آخر يقوم بإبتلاع (سلسلة من الأمواس) وعدد آخر يقوم بإخراج بالونات (لهب) من فمه بينما إنهمكت مجموعة أخرى منهم بالمشى على (النار) وهم جميعا يحملون (لافتات إحتجاج ) غاضبة.
إتجهت زوجة أحد المسؤولين (قائدة التظاهرة) غاضبة نحو أحدهم:
-شنو يعنى؟؟ ما تشيلو (دبايبكم) وحاجاتكم دى من هنا.. يعنى عاوزين تبوظوا لينا (مظاهراتنا) دى؟؟
-ما تبوظ كان باظت.. إنتو (رجالكم) ديل ما بوظو (سمعتنا) وفضحونا (فضيحة).. هسع ( أكبر حاوى) معانا هنا من الشايفاهم ديل بيقدر يبنى ليهو (عمارتين) بى عشرين (مليار) من ماهيتو؟؟؟ [/size]
وصلتني علي بريدي