منذ عهد قريب كان مفهومي عن الحب أنه .. واقع و خيال .. جسد و روح .. عقل و قلب و لكن لم أجد مثل هذا الحب و لا حتى في القصص
البعض يتغنى بالحب العذري .. و البعض مغرم بالحب الغزلي .. و البعض مخلص فيه حتى الموت .. و البعض يتلذذ به و يلهو
ثم وجدت أن هناك نوعين من الحب :
حب واقعي
و حب رومانسي
إلا أني حتى الآن لا أملك التصور الكامل لأحدهما
هل الحب هو : الشوق الدائم .. الرغبة الملحة في لقاء الحبيب .. التفكير الدائم بالمحب .. الانحناء للمحبوب و العطاء اللامحدود .. الذوبان حتى النهاية .. الصبر و التضحية بكل شيء ..والإخلاص و الوفاء حتى النهاية ؟ أي نوع من الحب يتميز بهذه الصفات
الواقعي أم الرومانسي .. أم كلاهما ؟ و إن كان كلاهما فما الفرق بينهما ؟
كنت أعرف سابقا أن الحب شيء جميل .. يعلي من صاحبه و يشبع غريزته .. و يبهج قلبه و صدره .. و يؤنس وحدته .. و في اعتقادي أن هذا هو الحب الواقعي .
ربما كان الحب الرومانسي ذلك الذي يشعل القلب لوعة .. و يسخن العين شوقا .. و يذهب الرغبة في النوم و الطعام لشدة الوجد و الغرام ..
و أتعجب يا لهذا الحب .. ؟ أعاقل من يسلم نفسه لمثل هذا الداء ..
و يسكر بالهوى كما يسكر الإنسان بالخمر الذي يضر بالجسد ؟ ثم يقول أتلذذ.. !!
أحب هذا أم جنون ؟
و يتغنى العشاق ( هل رأى الحب سكارى )
ربما عرف الموت محبين
و لكن هل الرأي الحب محبين حقيقيين ؟
و أحيانا أفكر هل يمكن أن يحب المرؤ شخصا من كتاباته أو صوته أو شكله ... هل يسمى هذا حبا أم إعجاب ... و أذا كان إعجابا .. لما الشوق الدائم .. و الترصد لأخبار محبه و أحواله
و هل استطاع الأزواج أن يحافظوا على رومانسية الحب الأولى إلى ما بعد الارتباط ؟ ما أجمل أن يجمع الأزواج بين الحبين ، الكثيرون يفتقدون الرومانسية الأولى التي تظهر قبل الزواج و التي قد تستمر لعدة شهور بعد الزواج ، ( شهور العسل ) و لماذا لا تكون الحياة الزوجية كلها عسل في عسل ؟ يقال لأن الزواج يقضي على الرومانسية و يقال لأن للحب فصول
كالفصول الأربعة.. يتغير و لكن لابد أن يعود إلى ربيعه .. إذا لابد من الصبر على صيفه و شتائه و خريفه
سألت أحدهم : ما رأيك في الحب الرومانسي ؟ قال : ( كثير الصدمات ولا يدوم ) .. فتذكرت قصة غرام جمعت بين فتاة و فتى مراهقين ، عندما تقدم لخطبتها أول شاب قامت و أنهت علاقتها الرومانسية في مكالمة واحدة ، هكذا و ببساطة و بدون مقدمات تنتهي علاقة دامت سنوات .
و يقول أحد المربين : ( الحب الرومانسي كشجرة وارفة الضلال و لكن ليس لها جذور )
أي أنه لا يدوم ..
أي أن الحب الواقعي هو الذي له جذور ثابتة .. و هو الذي يدوم
و الدوام لله وحده