- يا ولدي والله عاوزه أكلمك فى موضوع
- (وهو خايف): خير يا أمي
- يا(زهير) يا ولدي إنت طبعا كبرت و(إحلويت) وما شاء الله عليك والبنات كلهن يتمنوك..(تصمت قليلا) أها(نفيسة) جارتنا دي عاوزاك لي بتها(سوسن).
يقوم زهير بخفض رأسه حياء وينظر إلى الأرض وهو يدلك على(شنبه) بأصبعيه ثم يقول:
- الراي رايك والشورة شورتك يا أمي
- أنا بي صراحة يا ولدي ما شايفة في البت أي شئ.. ما شاء الله محترمة ووظيفتا ما بطالة ومرتبا كويس ومن البيت للمسجد ومن المسجد للبيت ولا عندها (شلل) بتساهر معاها ولا بتدخن ولا بتمشي (ميز) البنات
- لكن يمة بس هى شافتني وين؟؟
- شنو شافتك وين؟ ما كل يوم وإنت جاي من الجامعة هي بتكون منتظراك في المحطة عشان تعاين ليك.
- وعرفت إني ما (مخطوب) ولا (مرتبط) كيف؟؟
- سألت عنك وقالوا ليها الولد ده لا بتاع (نيتكافيهات) ولا بتاع (صياعة) وما بطلع إلا مع (أبوهو).. وهسع يا (زهير) يا ولدي (البت) دي وأهلها جايين يوم الخميس الفي وشنا ده عشان يشوفوك..
- طيب يمة (أبوي) رايو شنو في الموضوع ده؟؟
- أبوك كمان عندو راي؟؟؟ هو فاضي من لعب (الضمنة) وشراب القهوة و(الشيشة)؟؟
- (بعد شوية تفكير): خلاص يمة الإنتي تشوفيهو يحصل.
بعد أن خرجت والدة (زهير) من (الغرفة) نط (زهير) من السرير واتجه صوب (المراية) المعلقة على الحائط وأخد ليهو (لفة لفتين) ينظر فى إعجاب إلى قوامه (الممشوق) وهو يموج بيده على (شعره) ثم يدلك على (شنبه) وهو (يشيل نفس عميق) ويقول:
- أخيراً الواحد ح ينفك من (البورة) دي
يوم الخميس:
بدأت الترتيبات لخطوبة (زهير) منذ يوم (الأربعاء) حيث قام (زهير) بالذهاب يرافقه صديق عمره (هانئ) إلى صالون (الحلاقة) حيث قام بحلاقه شعر رأسه (آخر موضه)، بعد أن قام (بصبغه) ولم ينسَ أن يطلب من (الحلاق) أن يزين له (حواجبه) على خفيف، وأن يشيل له (بالفتلة) شعر (الوجه).. ولم ينس (زهير) أيضاً أن (يغشى) سوق (سعد قشرة) لشراء الملابس و(الحذاء) التى سوف يرتديها (لمّا يجو الجماعة).
عند عودته من هذا المشوار وجد (زهير) البيت مقلوب رأساً على عقب، حيث قام بقية إخوانه (بدك) المحاضرات في الجامعة والتفرغ لنظافة وترتيب المنزل استعدادا لقدوم أهل (الخطيبة)، بينما ذهب الباقون إلى السوق لشراء (الفواكه) والجاتوهات) و(الحلاوة) والحاجة الباردة لتقديمها للضيوف.
صباح (الخميس) كان البيت جاهزاً لاستقبال الضيوف وكان (زهير) أكثر (جاهزية) وهو يجلس داخل غرفته مع أصدقائه من أفراد (شلة الجامعة)، وبين الحين والحين يذهب وينظر للمرآة للتأكد من (شياكته) وشكل التسريحة والحلاقة (الجديدة) وسط (تعليقات) أصدقائه!!.
بمجرد سماع صوت وقوف (العربات) فى الخارج هتف جميع من كان بالمنزل:
- ديل الجماعة وصلوا... الجماعة جوا
دق الجرس فذهبت (والدة) زهير لتفتح الباب وهي ترحب بالضيوف الذين جاءوا لخطوبة (زهير)، وقامت بإجلاسهم فى الصالون المعد سلفاً لاستقبالهم، حيث وضعت باقات الزهور وأوانى الفاكهة و(شيالات) الحلاوة والبسكويت.. كان فى استقبال الضيوف بالإضافة إلى والدة زهير (عماته) بدرية وحسنية إضافة إلى خالته (سميرة) وجارتهم (سعاد).
جلس الجميع وهم يتبادلون كلمات الترحيب والمجاملة التى بعد أن توقفت ساد (صمت) استمر لدقائق لم يكسره سوى صوت كبيرة (الوفد الخاطب) والتى يبدو أنها (عمة الفتاة):
- (تتنحنح وتطلع من الكرسى شوية): والله يا جماعة أنحنا جايينكم فى خير – صمت – والله فى الحقيقة ما سمعنا عنكم إلا كل شئ كويس وبدون مقدمات كتيرة كده.. يعنى أنحنا جايين نطلب إيد ولدكم (زهير) لى بتنا (سوسن) دى (وتشير إليها) وما في مانع تسألوا مننا ومن بتنا وتتأكدوا من أى حاجة عاوزنها –مواصلة- بالمناسبة دى حقو (نتعارف) أنا (عزيزة) عمة (سوسن) الجايين (نخطب) ليها ولدكم ودييك ذاتا (سوسن) الخطيبة واليميني دى (نفيسة) أم (سوسن) طبعا جارتكم وبتعرفوها – تواصل- والشمالي دي (بشرية) خالة (سوسن) الكبيرة (ثم تشير بيدها) والقاعدة هناك دى أختى أنا (فوزية) يعني عمة (سوسن).
وبعد أن قامت (والدة) زهير بتعريف (الفريق الآخر) استعدلت فى جلستها وقامت بمخاطبة (عزيزة):
- وإنتو أصلكم ياختي من وين؟؟
- والله فى الحقيقه نحنا أساسا (رتيناب) من قرية (الرتينة بقت) لكن أهلنا جوا العاصمة دى (للتجارة) من بدرى
- (فى اندهاش): و(الرتينة بقت) دى وين؟
- (فى استنكار) أجى يا بت أمى عاد فى زول ما بعرف (الرتينة بقت)؟؟
- لا أنا بقصد يعنى مكانا وين؟؟
- شفتى بعد (الزول) يفوت (الرتينة أبت تبق) ويعدى (الرتينة شلعوها) يلاقي (الرتينة بقت) طوالى فى وشو.
(والدة زهير تضع قطعة الحلاوة التى كانت تمسك بها على الطاولة): والله يا جماعة فى الحقيقة شرفتونا كتير.. ثم (تهمس) فى أذن إبنها الصغير (أيمن):
- أمشي كلم أخوك (زهير) قول ليهو جيب (العصير) للضيوف
خرج أيمن من (الصالون) حيث يجلس (الضيوف) ودخل حيث وجد بقية (إخوانه) الذين كانوا ينتظرون بالداخل - أها خطيبة (زهير) شكلها شنو؟؟ سمحة؟؟
- والله سمحة جنس سماحة طويييلة وصفرااا وشعرا لحدت هنا!!
- (أخ زهير الأكبر وهو يرفع يديه للسماء): يا رب ذى ما (خارجت) زهير (تخارجنى) وتجيب ليا (عروس) ذى (عروسو) دى!!
دخل (أيمن) إلى المطبخ حيث يقف (زهير) وهو فى كامل أناقته (يساعد) والده وهو يقوم بوضع (العصير) على (الصوانى):
- يا (زهير) أمى قالت ليك تعال جيب (العصير) عشان (العروس) تشوفك
- (والد زهير وهو يربت على كتفه): يلا شيل (الصينية) وبلاش (خجل) خلي العروس تشوفك..
يحمل (زهير) الصينية فى (استحياء) بينما تصدر (الكبابى) صوتاً من أثر (الرجفة) المصطنعة:
- الس سسس سلاااام عليكم
قالها زهير (متلعثماً) وهو يقوم بوضع (صينية العصير) على (التربيزة) ويبدأ فى مصافحة الجميع منتهيا بـ(سوسن) التى وقفت ترد السلام وهى تصطنع ابتسامة عريضة وتنظر إلى (زهير) نظرة إعجاب متفحصة جعلت (زهير) ينظر إلى الأرض فى استحياء ثم فى سرعة يتجه إلى الداخل..
- هي ماشي وين يا (زهير)؟ ما تجي تقعد مع الناس ديل
- (فى تلعثم): ما بس أصلو..
- أصلو شنو وبس شنو؟؟ أمشى أقعد فى الكرسى الجنب (خطيبتك) داك.
(زهير) يتجه نحو الكرسى الذى أشارت إليه (والدته) فى استحياء شديد ثم يجلس وهو يطرق إلى الأرض ويضع يديه على ركبتيه (كما فى صور ناس زمان).. الجميع فى هذه اللحظة ينظرون إلى الخطيبين ولسان حالهم يقول:
- بالله شوفهم لايقين على بعض كيف؟؟
حتى تخرج (سوسن) خطيبها من صمته وتقوم بتلطيف (الجو) مدت يدها نحو (صينية العصير) وراحت تسأله:
- أحلى العصير (الأحمر) وللا (الأصفر)؟؟
- يرد (زهير) والحمرة تكسو (خديه): كلهم حلوين
- أكيد يكونوا (حلوين) لأنو إنت (العملتهم).
لم يتحمل (زهير) كلمات (الغزل) المغلفة فارتجفت أوصاله وقام مسرعاً متجها إلى الداخل حيث وجد بقية (إخوانه) فى انتظاره يسألونه:
- أها لقيت شكلها كيف؟؟
- عجبتك؟؟
- طويلة وللا قصيرة؟؟
- صفراء وللا خدرا؟؟؟
بينما كان (إخوان زهير) يطرحون عليه هذه النوعية من الأسئلة خرج (والده) من المطبخ وهو منفرج الأسارير وراح يسأله ذات السؤال:
- أها إن شاء الله تكون (الخطيبة) عجبتك؟؟
ارتبك (زهير) وقال فى صوت خفيض:
- والله يابوي (حلوة) ثم (بارتباك) ما بطالة يعني..
- (والد زهير وهو يضمه إليه): ربنا يا ولدى يتمم ليكا على خير... والله لو ما خايف أزعج (ناس الحلة) ديل كان أديتكم (زغرودة) كبيييرة!!
فى هذه الأثناء تحضر عوضية (أخت زهير الكبيرة) والتى تعمل (مفتشة) فى إحدى الوزارات وكان قد تم إخفاء أمر الخطوبة عنها لصرامتها وجديتها..
- شنو البيت الليلة مقلوب كده؟
- (يرد والدها): خفضى صوتك الناس ديل ما يسمعوك
- ناس منو كمان ديل الما يسمعونى؟
- بقول ليكى إتكلمي بالراحة عشان فى (بت) جوه جات تخطب (زهير) أخوك
- (فى حدة وصرامه): وشافتو وين عشان تجى تخطبو؟ والله شباب آخر زمن!!
- فيها شنو يعنى لامن تجى تخطبو؟؟
- فيها ألف حاجة.. هو بس معقول يكونو ما طلعو ونزلو سوا؟؟ أنا (زهير) ده بعرفو كويس عامل ليا فيها (مسكين) وهسع يعمل ليك فيها ما شافا قبل كده!!
قام (الوالد) بتهدئة (عوضية) وأوضح لها بأن المسأله عادية وأصلو (الزواج) بيبدأ (بالخطوبة) وإنو (أخوها زهير) مثال للعفة والأدب والأخلاق وإنو (البت سوسن) بس شافتو مرة فى (المحطة) ماشى الجامعة وقام (عجبا) وإنو المسألة ما كان فيها (طلوع ونزول) وكافتيريات وحدائق ومنتزهات.
- أها يا جماعة (الفاتحة)