تشعر الأمهات بالدهشة عندما يتذكر أطفالهن تفاصيل صغيرة من حكاية سمعوها
، وتتعجب الأمهات من تلك المقدرة الفكرية التي يمتلكها الطفل
، ففي الوقت الذي تنسى الأم ما كانت حكته لطفلها،
يتذكر هو كل التفاصيل مهما كانت صغيرة، على نحو غير متوقع، فالطفل ينسى الكثير مما يقال له
، فما الذي يجعله يتذكر الحكاية بكل تفاصيلها؟
في الحقيقة أن الحكاية فيها من المتعة ما يساعد الطفل على التذكر،
فحالة الانبهار التي يعيشها الطفل وهو يستمع لتفاصيل الحكاية تجعل ذهنه متحفزًا متنبهًا لكل كلمة تقال،
فنحن نرى أعين الأطفال كيف تبدو متسمرة على وجه الراوي تتابع حركة شفاهه،
وكأنها تستعجل ما يريد أن ينطق به من أقوال لتأخذها وتخزنها في الذاكرة،
وكلما زادت مهارة الراوي في استخدام نبرات صوته وتعبيراته،
التي يتفنن في استغلالها ليظل مستحوذًا على انتباه الطفل،
أتيحت الفرصة لذاكرة ذاك الطفل أن تخزن كل ما يقوله.
والذاكرة مهمة جدًا في مجال الحكايات؛
لأن الطفل إذا لم يتذكر فإنه لن يستطيع أن يتابع تطور الأحداث،
ولم يتمكن من اكتشاف الترابط بينها.
وإذا كانت الذاكرة هي أساس مهم من أسس المعرفة الفكرية،
فإن القصة تصبح من أهم العوامل التي تساعد على تنمية عقل الطفل وفكره.
والدور الذي تلعبه القصة في زيادة القدرة الفكرية عند الطفل ليس مقتصرًا فقط على تذكر الأسماء،أو الأحداث،التي تنشط الذاكرة،
بل إن عملية الربط بين أحداث القصة المتتابعة وتسلسلها بشكل منطقي للوصول إلى عقدة القصة
التي لا تخلو من بعض الغموض...
كل ذلك يحتاج إلى ذكاء، ومقدرة عقلية وفكرية عالية،
ما يجعل استمتاع الطفل بالقصة وتفاعله معها،
وحرصه على متابعتها، يزداد كلما ازداد ذكاء الطفل وإمكانياته العقلية.
وهذا مايؤهل القصة لان تكون وسيلة مهمة بل من اهم الوسائل التربوية التي تساعد علي تنمية قدرات الطفل