بسم الله الرحمان الرحيم
من المعترف به أن نسبة العجز الجنسي تزداد مع تقدم السن وان حوالي 20% الى 40% من الرجال الذين تجاوزا 50سنة يصابون بعدم القدرة في بلوغ الانتصاب الصلب والمحافظة عليه لمدة كافية للتمتع بالاتصال الجنسي. إلا أن هنالك بعض الوسائل التي قد تساعد الرجال المسنين في المحافظة على قدرتهم الجنسية بالرغم من تقدم سنهم وذلك بتكثيف جهودهم للتمتع بصحة جيدة والوقاية من الإصابة بأمراض القلب والقنوط والاكتئاب ووجوب توطيد أواصر الحياة الزوجية الممتعة والهانئة وفي أصعب الحالات استشارة أخصائي في أمراض المسالك البولية والتناسلية للتشخيص والمعالجة. وسنشرح لاحقاً الخطوات الهامة التي يجب على كل رجل متقدم في السن ان يتبعها للتمتع بطاقة جنسية سليمة وممتعة
ورغم أن نسبة العجز الجنسي ترتفع بعد تجاوز الرجل 65سنة من العمر الى حوالي 40% إلا أن العنة قد تصيب الرجال في أي سن لأسباب عضوية أو مرضية وناهيك عن أنه من الممكن الوقاية منها اذا ما تقيد الرجل بالإرشادات التالية:
1حماية القلب والجهاز الوعائي:
إن الاصابة بالأمراض القلبية والوعائية كانسداد الشرايين القلبية التاجية وارتفاع الضغط الدموي وفرط مستوى الكولستيرول والشحيمات في الدم والذبحة القلبية التي يسببها انسداد أو ضيق شديد في شرايين القلب مع افتقار عضلاته للأوكسجين تساهم في الإصابة بالعجز الجنسي نتيجة نقص في إمداد شرايين العضو التناسلي بالدم مما يجعل بلوغ الانتصاب صعباً أو مستحيلاً. ففي اختبار حول أسباب العجز الجنسي عند 154رجلاً تبين أن حوالي 44% منهم مصابون بارتفاع الضغط الدموي وحوالي 74% بفرط مستوى الكولستيرول في الدم، كما ان معظم هؤلاء الرجال يشتكون من الأمراض القلبية والوعائية التي قد تترابط مع المشاكل الجنسية بنسبة كامنة وعالية جداً تدفع الخبراء بحثّ المرضى المصابين بالعجز الجنسي الى استشارة اخصائي في الأمراض القلبية والوعائية لاستثناء إصابتهم بانسداد الشرايين القلبية التاجية أو بأمراض وعائية أخرى بدون أية أعراض أو علامات سريرية إذ اتضح في العديد من الاختبارات الحديثة أن العجز الجنسي قد يكون أول إنذار لتلك الأمراض وأن العضو التناسلي قد يمكن اعتباره مقياس الصحة العامة أو "البارومتر" لسلامة القلب والأوعية. وقد أرست الجمعية الأمريكية للأمراض القلبية توجهات جديدة لتخفيض نسبة الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية أبرزها اتباع حمية قليلة الدهونات الحيوانية المشبعة والملح وغنية بالألياف والحمض الدهني أوميغا الموجود بكثرة في الأسماك الدهنية كالسلمون والسمك الاسقمري والبذور والبندق التي ترفع معدل الكولستيرول "الجيد" وتخفض مستوى الكولستيرول "السيىء".
وقد اعتبرت تلك الجمعية أن انخفاض مستوى الكولستيرول الأقل من 180مغ لكل 100ميليتر يقلل من معدل الإصابة بالعجز الجنسي ضعفين اذا ما قورن بمعدل الكولستيرول الذي يفوق 240مغ كما أنها شددت على ضرورة ممارسة الرياضة على الأقل 5أيام أسبوعياً ولمدة 20الى 30دقيقة يومياً مثل الركض والجري والسباحة التي تقوي عضلات القلب وتحرق السعرات وتحسن جريان الدم في الشرايين والامتناع عن التدخين الذي يضيق الشرايين عامة ومنها الموجودة داخل العضو التناسلي ووضع حدّ للإدمان على الكحول الذي يسبب ارتفاع الضغط الدموي وتدني نسبة جريان الدم في العضو التناسلي.
2أبرز التوجيهات للوقاية من الإصابة بداء السكري
ان داء السكري يتلف الأعصاب والشرايين داخل العضو التناسلي ويعتبر من الأسباب الأولية للعجز الجنسي. ففي اختبار على 1412رجلاً مصابين بعدم القدرة على الانتصاب أو المحافظة عليه لمدة كافية للاستمتاع بالجنس كانت نسبة داء السكري حوالي 37% لديهم بينما 38% كانوا مصابين بارتفاع الضغط الدموي وحوالي 25% يشتكون من داء السكري وارتفاع الضغط الدموي معاً. وترابطت الإصابة بالعجز الجنسي المبكر مع درجة ارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد أوعزت الجمعية الأمريكية لداء السكري باتباع حمية خاصة وممارسة الرياضة لمدة 30دقيقة يومياً مع تخفيض الوزن بمعدل 5% الى 10% على الأقل مما يساعد على الوقاية من الإصابة بداء السكري بنسبة حوالي 58%.
3المحافظة على صحة جسدية وعقلية جيدة
أكدت عدة اختبارات عالمية ان ممارسة الرياضة لا تخفض نسبة الإصابة بالأمراض الجسدية وحسب بل انها تساعد على المحافظة على الصحة النفسية أيضاً بوضع حدّ للضغط الفكري او الكرب والقلق والإحباط والاكتئاب إذ أن الأبحاث أبرزت نسبة عالية من الكآبة عند حوالي 95% من الرجال المصابين بالعجز الجنسي كما ان معدل الإصابة بالاضطرابات الجنسية يصل الى حوالي 50% عند الذين يشتكون من الاحباط والاكتئاب وذلك بسبب تأثيرها المباشر السلبي على الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي والخوف من الفشل ونقص الثقة بالطاقة الجنسية وترابطها مع المشاكل الزوجية التي تساهم في الإصابة بالعجز الجنسي. إن أعراض الاكتئاب السريرية تشمل التغيير في الوزن نقصه أو زيادته، وحدة الطبع، وعدم الاكتراث بالنشاطات اليومية الممتعة والاضطرابات في نمط النوم، والشعور بالحزن واليأس وغيرها التي تستدعي استشارة أخصائي الأمراض النفسية للمعالجة. وعلاوة على تلك الأعراض النفسية فإن للضغط الفكري والإجهاد والكرب تأثيراً سلبياً على الطاقة الجنسية يمكن تفاديه باتباع التمارين التنفسية وممارسة الرياضة والتأمل والصلاة مما يخفف من وطأة الضغط الفكري خلال النهار ويزيد الرغبة في ممارسة الجنس في الليل. والجدير بالذكر أن توطيد العلاقات الزوجية الحميمة المميزة المبنية على الحب والحنان والاحترام والألفة والمودة والتواصل الجنسي والقيام بالنشاطات الممتعة معاً وتكريس وقت كاف لممارسة الجنس بطريقة رومانسية وغير روتينية بدون قلق أو خوف من الفشل وفي جو مريح وممتع مع اكتشاف وسائل جديدة للاستمتاع بالجنس وتوطيد العلاقة الشخصية والجنسية الخاصة لا تساعد على الوقاية من الإصابة بالعجز الجنسي وحسب بل تخفف من الضغط الفكري والاضطرابات النفسية.
4التقليل من تناول العقاقير
هنالك حوالي 200نوع من العقاقير التي قد تؤثر على الطاقة الجنسية وأبرزها مضادات الكآبة وارتفاع الضغط الدموي ومضادات الهستامين ونوبات الصرع واضطرابات نظم القلب والمواد الكيماوية لمعالجة السرطان ومدرات البول وبعض العقاقير لمعالجة قرحة الأمعاء الاثني عشر والمعدة والمرخيات العضلية ومضادات الالتهاب والأدوية المستعملة في معالجة داء الباركنسون وسرطان البروستاتا والمهدئات العصبية. فالتقليل من تناول العقاقير او استبدالها والمحافظة على حياة صحية سليمة والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وتخفيض الوزن واتباع حمية متوازنة قد تعوض عن تناول العديد من الأدوية في معالجة العديد من الأمراض منها داء السكري والأمراض القلية والكآبة.
5الاستشارة الطبية عند اللزوم
في حال فشل جميع الوسائل غير الدوائية والسلوكية المذكورة سابقاً في استرجاع الطاقة الجنسية يمكن للرجل اذا ما أراد أن يستشير اخصائياً في الأمراض البولية والتناسلية الذي يمكن أن يشخص أسباب فشله الجنسي ومعالجته بنجاح المنشطات الجنسية كالفياغرا والسياليس ولفيترا او المخيلة الهوائية او بحقن المواد الموسعة داخل العضو التناسلي او بواسطة البذور الأحليلية او غرز البدائل او العصيات السليليكونية داخل الأجسام الكهفية مع نتائج ممتازة بمعدل 70% الى 95% من تلك الحالات.