ابليس يرحل عن السودان نهائي‏

كان في ‏غرفته، يلملم ملابسه في حقيبة إلى جانبه وباقي متعلّقاته على المنضدة القريبة. كانت ‏استقالته موقّعة ومختومة حسب الأصول، وبجوارها تقبع ون-واي تيكت إلى جزيرة ‏مالطة.
‏كانت ملامح وجهه في تلك اللحظات تنطق بالحزن و‏الكآبة والإحباط واليأس وقلّة الحيلة... مع دهشة مزمنة ارتسمت عليه منذ فترة ليست ‏بالقريبة مع الإعترافٍ بالعجز والفشل....
‏إبليس راحلٌ عن بلادنا إلى غير ‏رجعة... فليفرح المؤمنون...

- ‏وين يا زول؟ ليه بتلم حاجاتك؟
- ‏ياراجل مالي ومالكم
قاعد عندكم، لي سنين لا شغله لا مشغله وقرّبتا أموت من ‏الجوع.. الاقي معاك سيجارة ياخوي؟
لا نافع معاكم لا وسواس ولا خنّاس!!!ـ

كنت ‏زمان بوسوس للوحدة تسيب ولدا يبكي لمن يتشرط وهي شغاله قطيعه مع جاراتها، هسّة بقو برااااااااهم يرموا ‏اولادهم في الكوشه ولا ملجأ أوّل مايتولدو!
‏كنت أوسوس للواحد ينسى يسمّي الله قبل ‏ماياكل، هسّة مافي زول لاقي شي ياكلو!!!! ياراجل إذا أنا إبليس وإتسمّمت ‏ب ا لبوش
‏كنت برضو بوسوس للعجوز يرمي ليهو كلمة على البنت وهي ماشية ‏في الشارع، بقو البنات يرمو الشباب بكلام أنا نفسي اخجل ‏أقولو‏
إنتو محتاجين ليكم ابليس انتو ؟! ـ
خلوني أبعد عنكم وارتاح!!!ـ

‏بقا عندكم فايض في الفساد بكفّي 30 سنة لقدّام، بقيت أخاف على نفسي ‏منكم!!!!ـ
‏ياراجل مرّات بضطرّ أوسوس بالشقلوب وأقول للمسؤول إرحم، وللحرامي ‏كفايه خلّي شويّ للحراميّة اللي جايين ‏بعدك!
‏يعني إذا إنتو براكم بتعملوا كل البلاوي، أنا إبليس اعمل شنو؟؟؟؟ أشتغل سواق رقشه يعني ولاّ أفتح محل حلاقة؟؟؟؟
ما باقي عليً غير أ بقا واعظ أو إمام جامع!ـ
‏ثمّ فتح إبليس الباب وانطلق خارجاً بلا ‏رجعة!!!!ـ